أيمن عودة لراديو الناس: المتظاهرون ترجموا حملة التحريض العلني باعتداء فعلي

النائب أيمن عودة: "ما حدث لم يكن صدفة، بل نتيجة مناخ تحريضي متواصل، وصمت رسمي يصل حدّ التواطؤ"

1 عرض المعرض
الاعتداء على النائب أيمن عودة خلال إلقائه خطابا بمظاهرة ضد الحرب في مدينة نس تسيونا
الاعتداء على النائب أيمن عودة خلال إلقائه خطابا بمظاهرة ضد الحرب في مدينة نس تسيونا
الاعتداء على النائب أيمن عودة خلال إلقائه خطابا بمظاهرة ضد الحرب في مدينة نس تسيونا
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
روى النائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير، تفاصيل الاعتداء الذي تعرّض له مساء السبت في مدينة نيس تسيونا، وذلك خلال حديث خاص لراديو الناس، مؤكدًا أن ما حدث "لم يكن صدفة، بل نتيجة مناخ تحريضي متواصل، وصمت رسمي يصل حدّ التواطؤ".
وقال عودة إنّه تلقى خلال الأيام التي سبقت مشاركته في المظاهرة الأسبوعية التي تطالب بصفقة تبادل شاملة ووقف الحرب، عدة تهديدات على خلفية مشاركته المرتقبة، موضحًا: "أرسلت التهديدات للمنظمين، وأبلغوني بأن الشرطة ستكون حاضرة بقوة كافية لحمايتي. لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تمامًا".
أيمن عودة: سنواصل النضال برأس مرفوع
هذا النهار مع فراس خطيب وشيرين يونس
07:45
وأشار إلى أنه لحظة وصوله إلى مكان التظاهرة عند الساعة السادسة والنصف مساءً، تجمّع حوله قرابة خمسين شخصًا من اليمين المتطرف، وبدأوا بمهاجمة مركبته بالضرب والألفاظ العنصرية.
"خلال دقيقتين فقط، بدأوا بضرب السيارة بالعصي والأيادي، وكسروا الزجاج الأمامي، واستمر هذا الاعتداء قرابة عشر دقائق دون تدخل فعلي من الشرطة"، قال عودة.
وأضاف أنه اضطر لمغادرة المكان مؤقتًا برفقة مساعده، والابتعاد لمسافة كيلومتر تقريبًا، قبل أن يعود إلى موقع التظاهرة مجددًا بعد تأكيد المنظمين بأن الشرطة ستوفر الحماية: "ذهبت رغم كل شيء، وصعدت إلى المنصة، وأصررت على إلقاء كلمتي، رغم أن المتطرفين اخترقوا الحواجز وسحبوا الميكروفون من يدي أكثر من مرة، وبصقوا ورشقونا بالحجارة".

اتهامات بالتواطؤ وتحريض رسمي

الاعتداء على النائب أيمن عودة خلال إلقائه خطابا بمظاهرة ضد الحرب في مدينة نس تسيونا
وخلال المقابلة، اتهم عودة الشرطة والحكومة بالتواطؤ مع المعتدين، معتبرًا أن غياب القوة الأمنية الكافية وتكرار التحريض الرسمي عليه وعلى النواب العرب، هما سبب مباشر لما جرى: "ما حدث نتيجة طبيعية للتحريض اليومي علينا كعرب. أوصاف مثل: إرهابيون، أعداء، خونة، تُقال عنّا علنًا، وهذا الخطاب يترجم على الأرض باعتداءات".
وأوضح أنه لم يتلقَّ أي اتصال من أعضاء الحكومة أو ممثلين عنها بعد الحادثة، في مقابل إدانات من شخصيات معارضة مثل يتسحاق هرتسوغ، مضيفًا: "غالبية أعضاء الحكومة لا يدينون هذا العنف، بل يؤيدونه ضمنيًا".

فشل مشروع اليمين

محاصرة سيارة النائب أيمن عودة وتحطيم زجاج السيارة من الأمام والخلف والنائب عودة بداخلها ويصرخون: الموت للعرب قبيل التظاهرة الأسبوعية في نس تسيونا
وتحدث عودة أيضًا عن البُعد السياسي الأوسع للأحداث، معتبرًا أن ما يحدث هو "مؤشر على أزمة داخل اليمين الإسرائيلي، الذي فشل رغم استخدام القوة المفرطة بعد 7 أكتوبر في تغيير الواقع الجيوسياسي مع الفلسطينيين". "اليمين اليوم في أزمة أيديولوجية، يشعر بعصبية شديدة رغم قرب الانتخابات، لأنه لم ينجح في فرض رؤيته على الأرض".
وأشار إلى أن الصراع الحالي يتجاوز مسألة الإقصاء القضائي، ليصل إلى ما وصفه بـ"مفترق طرق تاريخي"، تتبلور فيه شراكات جديدة بين قوى عربية ويهودية معارضة للفاشية، على حدّ قوله: "نحن أمام فرصة لبناء شراكة ديمقراطية واسعة... لن نسمح لأنفسنا بالبقاء وحدنا في وجه هذه الهجمة".

حول تصريحات الإعلامية أيلا حسون

وفي ردّه على تصريحات الإعلامية الإسرائيلية أيلا حسون، التي قالت إن المتظاهرين "كانوا يفرّغون غضبهم"، عبّر عودة عن استغرابه من تبرير العنف، قائلًا: "أيلا ليست مجرد إعلامية، بل شريكة في هذا التوجه التحريضي منذ سنوات، رغم أنها تعمل في قناة يدافع عنها المتظاهرون أنفسهم ضد سياسات الحكومة".
وفي نهاية المقابلة، أكد النائب عودة أن ما حدث لن يردعه عن مواصلة نشاطه السياسي والشعبي، قائلًا: "بالطبع سنذهب، وسنذهب برأس مرفوع... وسنواصل التعبير عن مواقفنا في كل مكان. لا خيار أمامنا إلا المواجهة الديمقراطية حتى النهاية".