صعّدت عائلات المختطفين المحتجزين في غزة من هجومها على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهمة إياه بتعريض حياة أبنائهم للخطر والتسبب في إفشال جهود التوصل إلى اتفاق شامل للإفراج عنهم.
إسحاق هورن، والد المختطف إيتان هورن المحتجز منذ 708 أيام، وصف نتنياهو بأنه "إنسان مجنون"، واعتبر الكابينت الإسرائيلي "مجموعة مختلة" قررت "فعل كل ما بوسعها للتسبب في مقتل ابني"، على حدّ قوله. وأكد خلال مؤتمر لعائلات المختطفين عند "بوابة بيغن" أنّ "من يريد إعادة المختطفين لا يفجّر وفد المفاوضات التابع لحماس بينما يناقش صفقة للإفراج عنهم".
"نتنياهو تخلى عن القيم"
وأضاف: "منذ السابع من أكتوبر نعيش 708 أيام من العذاب بسبب نتنياهو الذي يرفض مرارًا التوجّه لاتفاق شامل ينهي الحرب. نتنياهو تخلّى وقتل، رغم وجود خيار واضح: اتفاق كامل، إنهاء الحرب، استعادة جميع المختطفين وبدء الإعمار. لكنه نسي معنى أن يكون إسرائيليًا".
وتابع: "لقد تخلى عن القيم الأساسية واختار أن يقودنا إلى الهاوية. التاريخ سيحكم عليه كمن أدار ظهره لشعبه. وحده صوت الشعب سيعيد المختطفين إلى بيوتهم". كما دعا نتنياهو لمقابلته "من دون إعلام أو مناورات سياسية" وسأله: "لو كان أولادك بين المختطفين، هل كنت لتتركهم يذبلون في الأنفاق منذ 700 يوم؟".
"نتنياهو قتل مواطنيه على مذبحه السياسي"
ن جانبها، قالت عيناف تسنغاوكر، والدة الأسير متان: "لو استمع نتنياهو لرئيس الموساد، لرئيس مجلس الأمن القومي، لرئيس الأركان ولطاقم المفاوضات، لكان تجنّب هذا الفشل ولم يفجّر الصفقة. لكنه يفجّر كل ما قد يقود إلى إنهاء الحرب، حتى المختطفين أنفسهم. لقد حاول بالفعل قصف ابني متان. رئيس الوزراء يختار قتل مواطنيه على مذبحه السياسي. نتنياهو يضحّي بأبنائنا، والطريق الوحيد لانتزاع اتفاق شامل هو الضغط الشعبي".
كما تحدث زامير حاييمي، عمّ الأسير تال، قائلاً: "ابن أخي قاتل دفاعًا عن كيبوتس نير يتسحاق وعن عائلته ومجتمعه وإسرائيل. مثله كثيرون خرجوا ليقاتلوا من أجل حياتنا، لكن الحكومة لم تقاتل من أجلهم. لقد قررت ترك المختطفين أحياءً للموت، وترك جثث القتلى تختفي للأبد. لتال الحق في دفن لائق في إسرائيل، وعلينا أن نناضل من أجله كما ناضل من أجلنا. الضغط الشعبي هو الوسيلة الوحيدة لإنجاز اتفاق كامل وإنهاء الحرب، وأي طريق آخر يعرّض الجنود والمختطفين للخطر".
يوم أمس، وعلى خلفية الهجوم في الدوحة، دعت عائلات المختطفين والناجون من الأسر إلى اجتماع عاجل مع نتنياهو. وأكدت لجنة العائلات أنّ "بينما يفتح قادة العالم أبوابهم أمام عائلات المختطفين، يصرّ رئيس وزراء إسرائيل على إبقاء بابه مغلقًا أمامنا وأمام أي صفقة محتملة. إذا كان لديه وقت لجلسات نخب سياسية، فبوسعه أن يجد وقتًا لملاقاتنا".
وفي ظلّ الغموض المستمر بشأن مصير قادة حماس الذين استُهدفوا في الدوحة، قالت الحركة إن رئيس وفدها التفاوضي، خليل الحية، نجا من الهجوم وأدى صلاة على قبر ابنه الذي قُتل في الغارة، فيما كان يناقش مع بقية الوفد المقترح الأميركي الذي قدّمه الرئيس دونالد ترامب، ويقضي بالإفراج عن 48 مختطفا – أحياءً وقتلى – تمهيدًا لبدء مفاوضات لوقف إطلاق النار.