1 عرض المعرض


"ميس فلسطين" بعدسة الإعلام العبري: اتّهامات قديمة وعلاقة تُعاد إلى الواجهة
(صفحتها على انستغرام)
بالتوازي مع الحضور اللافت الذي حقّقته نادين أيوب خلال مشاركتها في مسابقة ملكة جمال الكون 2025، أعادت صحف ومواقع إسرائيلية وأجنبية تداول مزاعم قديمة تربط اسمها بشرف البرغوثي، نجل القيادي الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي، ما فتح من جديد نقاشًا حول خلفيّتها الشخصية ومسار وجودها في المسابقة.
ويعود ذلك لتحقيق نشرته صحيفة New York Post الأميركيّة، قدّمت فيه ما وصفته الصحيفة بأنه مواد مُستخرجة من حسابات قديمة على شبكات التواصل، تتضمّن صورًا ومنشورات تشير إلى أنّ أيوب كانت متزوّجة من شرف البرغوثي، الذي يقضي والده خمسة أحكام مؤبّدة في السجون الإسرائيليّة. وبعد هذا النشر، التقطت صحف ومواقع إسرائيلية، من بينها إسرائيل اليوم وجيروزاليم بوست وواينت، الخيط نفسه، وأعادت بناء القصّة استنادًا إلى الصور والمنشورات ذاتها.
زواج، طفل، و"حذف منهجي للحسابات"
وتستند هذه المواد إلى منشورات قديمة على فيسبوك وإنستغرام، قبل حذفها، تُظهر، بحسب ما تقول الصحف، أنّ أيوب تزوّجت عام 2016 من شرف البرغوثي، وأنها استخدمت لفترة اسم العائلة "البرغوثي" في بعض حساباتها؛ وتشير إلى تهنئة منشورة على حساب فدوى البرغوثي، زوجة مروان، بمناسبة الزواج، وإلى منشورات عائلية أخرى ظهرت فيها أيوب إلى جانب أفراد من عائلة البرغوثي في مناسبات اجتماعية.
كما تعيد هذه المواد تداول منشور عائلي من عام 2019 يظهر طفلًا يحمل اسم "مروان شرف مروان البرغوثي"، مع الإشارة إلى حسابَي نادين أيوب وشرف البرغوثي؛ وتقدّم هذه التفاصيل بوصفها دليلًا على أن اسم الطفل جاء تيمّنًا بجدّه الأسير. وتشدّد الصحف على أنّ هذا المحتوى اختفى لاحقًا من شبكات التواصل، ما دفعها للحديث عن "حذف منهجي" للحسابات القديمة.
وفي السياق نفسه، تذكر المصادر أن أيوب عملت في السابق مدرّبة لياقة بدنية في نادٍ رياضي في رام الله يحمل اسم"IQ Fitness" المعروف أيضًا باسم "Carmel Gym"، وتقول انّه مملوك لأحد أبناء مروان البرغوثي؛ وانّ بعض المنشورات من حسابات النادي استخدمت اسم "نادين البرغوثي" في الإشارة إليها.
كيف وصلت أيوب إلى لقب "ميس فلسطين"؟
إلى جانب التفاصيل الشخصية، تتوقّف بعض الصحف عند المسار الذي قاد أيوب إلى لقب "ميس فلسطين". فبحسبNew York Post وJerusalem Post، لا يوجد توثيق واضح لوجود مسابقة وطنية علنية لاختيار ملكة جمال فلسطين في السنوات الأخيرة، بل إنّ أيوب تدير من مقرّها في دبي منظمة تحمل اسم "Miss Palestine"، هي التي اشترت حقوق المشاركة باسم فلسطين في مسابقة ملكة جمال الكون؛ ثمّ منحت اللقب لنفسها.
وتنقل هذه الصحف عن مقابلات سابقة معها، أنها كانت تحمل لقب "ميس فلسطين" منذ عام 2022 حين شاركت في مسابقة "Miss Earth"، وأنّ مشاركتها في"Miss Universe" جاءت بعد الحرب على غزة، بهدف تمثيل فلسطين في منصّة عالمية. وبينما تُثار تساؤلات حول مدى شفافية آليات الاختيار الجديدة وادّعاءات بتحوّل المسابقة إلى منصّة سياسية، تشير بعض هذه المواد إلى تغيّر القواعد القديمة للمسابقة، موضحة أنّ أيوب، لو تقدّمت قبل عام 2023 حين كانت مسابقة ملكة جمال الكون تمنع المتزوّجات والأمّهات من المشاركة، لما كانت لتتأهّل.
ولا تقف التغطية الإسرائيلية عند حدود التدقيق في المسار التنظيمي، بل تعيد التذكير بسجلّ البرغوثي الأب، وأحكام السجن الصادرة بحقه، ومكانته في النقاشات السياسية حول تبادل الأسرى، وتضع أيوب داخل هذا الإطار بوصفها "كنّة" العائلة، حتى وإن كانت هي نفسها لم تُبدِ موقفًا علنيًا من ملفه ولم تعلّق، حتى الآن، على ما نُشر عن حياتها الشخصية.
فستان "قبة الصخرة" وفيديو "النظرة"
ولم يتوقف الجدل عند حدود حياتها الشخصية؛ إذ عادت أيوب إلى واجهة النقاش بعد ظهورها في الفقرة المخصّصة للزيّ الوطني، مرتدية فستانًا يحمل صورة قبة الصخرة وكنيسة القيامة، في رسالة قالت إنها ترمز إلى الهوية الفلسطينية والتعايش بين المسلمين والمسيحيين. أمّا الإعلام الإسرائيلي فاعتبر أنّ اختيار قبّة الصخرة تحديدًا يحمل رسالةً سياسيّةً واضحة، وربطه مباشرة بتاريخ الكفاح المسلّح وباسم كتائب الأقصى المرتبطة بمروان البرغوثي.
وفي موازاة ذلك، انتشر مقطع مصوّر نشرته أيوب على حسابها، يُظهر ممثّلة إسرائيل في المسابقة "ميلاني شيراز" وهي تنظر إلى اتجاهها بنظرة فُهمت على أنها "ازدراء " أو "احتقار". وقد أعادت عارضة الأزياء بيلا حديد نشر هذا الفيديو، ما ضاعف انتشاره. لاحقًا، نشرت شيراز مقطعًا آخر من البثّ الرسمي لنفس اللحظة، يتبيّن فيه أنها لم تكن تنظر إلى أيوب، بل إلى اتجاه آخر على المسرح، وعلّقت بأن "مجرّد إدارة الرأس ليست خبرًا".
وفي حين تُستخدم حياتها الخاصّة وعلاقتها المزعومة بعائلة برغوثي كمدخل لربط حضور أيوب في المسابقة بخطاب "الإرهاب"، تبقى كلّ هذه التفاصيل، حتى اللحظة، ضمن خانة الادّعاءات، حيث لا يُعرَف إن كان الزواج لا يزال قائمًا، ولا ما إذا كانت أيوب تشارك في تربية الطفل. كما أنّ أيوب لم تُصدر حتى الآن ردًّا مفصّلًا حول ما تمّ تداوله، مكتفية في تصريحاتها الإعلامية بالتركيز على أهمّية تمثيل فلسطين وعلى استخدام المسابقة كمنصّة لتسليط ضوء على الواقع في غزة.

