تشهد مدينة ميلانو الإيطالية تدفقًا غير مسبوق من الوافدين الأثرياء، مستفيدين من نظام ضريبي ميسّر جذب رجال أعمال ومستثمرين بارزين من لندن ومدن أخرى، ما أحدث نقلة في المشهد الاجتماعي والاقتصادي للمدينة.
نظام ضريبي مغرٍ وتحولات بعد "بركزيت"
التحولات بدأت منذ 2016 حين أقرّت حكومة ماتيو رينتسي حزمة إعفاءات ضريبية للوافدين، لكن الزخم تسارع العام الماضي بعد إلغاء بريطانيا نظام الإقامة غير الدائمة. الوافد الجديد إلى إيطاليا يمكنه دفع ضريبة مقطوعة قدرها 200 ألف يورو سنويًا على دخله وأصوله في الخارج، مع إعفاء كامل من ضريبة الميراث لمدة 15 عامًا.
أسماء بارزة في طريقها إلى ميلانو
من بين المنتقلين: الملياردير المصري ناصف ساويرس، وريتشارد جنوده من "غولدمان ساكس"، ويوئيل زاوي المؤسس المشارك لشركة استشارات مالية. كما يتردد اسم فريدريك أرنو، نجل برنار أرنو، الذي يتنقّل بين باريس وميلانو بعد توليه إدارة "لورو بيانا" التابعة لـ LVMH.
طفرة في التعليم والخدمات الفاخرة
مدارس خاصة رصدت ارتفاعًا لافتًا في نسب الطلاب الأجانب القادمين من بريطانيا وأميركا وفرنسا، فيما تشهد المدينة افتتاح نوادٍ خاصة على النمط اللندني مثل "ذا وايلد" و"كازا تشيبرياني"، إلى جانب توسع صالات عرض فنية وفنادق فاخرة.
عقارات ملتهبة وتحقيقات فساد
الطلب الهائل على العقارات رفع الأسعار والإيجارات بنسبة تتجاوز 14% خلال خمس سنوات، مع سعي الوافدين للحصول على شقق فاخرة بمواصفات عالمية. لكن الطفرة العقارية ارتبطت أيضًا بتحقيقات فساد طالت شركات تطوير ومسؤولين محليين، من بينهم رئيس بلدية ميلانو جوزيبي سالا.
بين الإعجاب والانتقادات
بينما يرى البعض أن ميلانو أصبحت "لندن التسعينيات مع لمسة من دولشي فيتا"، يشتكي آخرون من فقدانها أصالتها ومن التفاوت الكبير في الرواتب. ومع ذلك، تبقى المدينة وجهة جذابة بفضل موقعها الاستراتيجي وجودة الحياة التي تقدمها.