شهدت مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة، اليوم (الاثنين)، أجواءً غير مسبوقة من الفرح والحزن في آن واحد، مع وصول أكثر من ألف وسبعمئة أسير فلسطيني محرَّر أفرجت عنهم السلطات الإسرائيلية ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.
ووصلت الحافلات التي أقلّت الأسرى تباعاً إلى مجمّع ناصر الطبي وسط زغاريد الأمهات ودموع العائلات، وأفاد عدد من الأهالي أن "معظم الأسرى الذين اعتُقلوا بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بدت عليهم آثار واضحة للتنكيل وسوء المعاملة، ما استدعى تدخّل الطواقم الطبية واللجنة الدولية للصليب الأحمر".
ووفقا لمصادر فلسطينية، نقلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عدداً من الأسرى إلى مجمّع ناصر الطبي، وقد بُترت أطراف لهم في السجون الاسرائيلية، من دون أن تعلم عائلاتهم بما حلّ بهم، في حين فوجئت بعض العائلات بعودة أبنائها بعدما كانت قد تلقت أنباء عن مقتلهم، وأقامت لهم بيوت عزاء في وقت سابق.
وفي رام الله، استقبلت عائلات أخرى عشرات الأسرى الذين نُقلوا من سجن عوفر إلى قصر رام الله الثقافي، في حين وصل آخرون من سجن النقب إلى غزة بالتنسيق مع الصليب الأحمر. ووفق مؤسسات الأسرى، فإن قائمة المحكومين بالمؤبّد تضم نحو مئتين وخمسين أسيراً، من بينهم مئة وأربعة وخمسون أُبعدوا عن الضفة الغربية والقدس.
يشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيّز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، يستند إلى خطة قدّمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتشمل وقف الحرب، وانسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وإطلاقاً متبادلاً للأسرى، إضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية ونزع سلاح حركة حماس.