"لئلا يُقال إنني مُتُّ ثريًا": بيل غيتس يتعهّد بمنح 99% من ثروته

 بيل غيتس يعلن عن خطّة لتوزيع 99% من ثروته البالغة نحو 108 مليار دولار خلال العشرين عامًا المقبلة

راديو الناس|
1 عرض المعرض
بيل غيتس
بيل غيتس
بيل غيتس
(ويكيبيديا)
أعلن الملياردير الأميركي ومؤسّس شركة مايكروسوفت، بيل غيتس، عن خطّة لتوزيع 99% من ثروته البالغة نحو 108 مليار دولار خلال العشرين عامًا المقبلة، على أن تُغلق مؤسسته الخيرية، "مؤسسة غيتس"، بشكل نهائي في 31 ديسمبر 2045. وبحسب تصريحاته، سيصل إجمالي ما ستنفقه المؤسّسة حتى ذلك الموعد إلى حوالي 200 مليار دولار، عبر مزيج من ثروته الشخصية ورصيد المؤسّسة البالغ 77 مليار دولار، إلى جانب عوائد استثماراته المستمرّة مثل شركة TerraPower للطاقة النووية.
وأوضح غيتس، البالغ من العمر 69 عامًا، أنّ قراره جاء استجابةً لتراجع التمويل الدولي، لا سيّما تقليص ميزانيات المساعدات الخارجية من قِبل الولايات المتحدة ودول أوروبية عدّة، وعلى رأسها تقليص تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID – الذراع المسؤولة عن برامج المساعدات الأمريكية في الخارج. ولقد وجّه غيتس في هذا السياق انتقادات مباشرة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الذي يشرف على "وزارة الكفاءة الحكومية" في إدارة ترامب، والمسؤولة عن هذه السياسات التقشّفية، قائلًا في تصريح لصحيفة فايننشال تايمز: "صورة أغنى رجل في العالم وهو يقتل أفقر أطفال العالم ليست صورة جميلة".
ولقد قدّمت مؤسسة غيتس، التي أسّسها برفقة زوجته السابقة ميليندا فرينش غيتس عام 2000، أكثر من 100 مليار دولار لدعم مشاريع تعنى بالصحة العالمية، من بينها مكافحة الأمراض المعدية وتعزيز إيصال اللقاحات والخدمات الصحية إلى المجتمعات الفقيرة حول العالم. ووفقًا لتصريحات غيتس وفريقه التنفيذي، كان من المخطّط أن تستمرّ المؤسسة لعقود وحتى بعد وفاة المؤسّسَين، إلّا أنّ القرار الجديد يقضي بتحويلها إلى خطة إنفاق مكثّفة تنتهي بإغلاقها خلال عقدين.
وتركّز المؤسسة حاليًا على ثلاثة أهداف: تقليص وفيات الأمهات والأطفال التي يمكن تجنّبها، القضاء على أمراض مثل شلل الأطفال والملاريا والحصبة، وإخراج مئات الملايين من دائرة الفقر. ورغم مواردها، شدّد غيتس والرئيس التنفيذي للمؤسسة، مارك سوزمان، أنّ العمل الخيري لا يمكنه سدّ الفراغ الذي تخلّفه الحكومات؛ مؤكّدين أنّ المؤسسة قادرة على تمويل مبادرات تجريبيّة، كتطوير لقاح جديد لداء السلّ باستثمار يقارب 700 مليون دولار، إلّا انّ إيصال هذه الابتكارات إلى من يحتاجها يظلّ مرهونًا بالدعم الحكومي.
ورغم الانتقادات والخلافات، لا يزال غيتس يأمل بإقناع الكونغرس بإعادة تمويل برامج مثل Gavi لمكافحة الإيدز وPEPFAR لتوفير اللقاحات، التي يرى فيها استثمارًا أخلاقيًا واستراتيجيًا، معتبرًا أن أقلّ من 1% من ميزانيات الدول الغنية كفيل بإنقاذ ملايين الأرواح. وبصفته أحد مؤسّسي "تعهد العطاء" (Giving Pledge) الذي أطلقه عام 2010 ووقّع عليه أكثر من 240 ملياردير، يواصل غيتس دعوته للأثرياء والدول لتحمّل مسؤولياتهم، مؤكّدًا: "العالم لديه قيم. هذا ما علّمني إيّاه والديّ".