1 عرض المعرض


السفير الأميركي يزور بلدة الطيبة شرق رام الله بعد تعرضها لهجوم من مستوطنين
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
أثارت زيارة السفير الأمريكي لدى إسرائيل، لكنيسة قرية الطيبة شرقي رام الله التي تعرّضت لهجوم من قبل مستوطنين إسرائيليين، ردود فعل واسعة، وفتحت الباب أمام تساؤلات حول دلالات هذه الخطوة التي تأتي وسط توتر في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، بما في ذلك على المقدسات المسيحية.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد ضراغمة، مدير مكتب قناة الشرق في رام الله، اعتبر خلال مقابلة مع راديو الناس أن هذه الزيارة ليست مجرد تعبير عن تضامن دبلوماسي، بل تحمل دلالة سياسية واضحة، خاصة في ظل "التحولات الجارية داخل الإدارة الأمريكية تجاه إسرائيل".
الصحفي ضراغمة يقول إن زيارة السفير الأمريكي لكنيسة الطيبة تثير دلالات سياسية
هذا النهار مع فراس خطيب وشيرين يونس
05:34
وأوضح ضراغمةأن السفير الأمريكي نفسه، المعروف بانتمائه للتيار الإنجيلي المسيحي المؤيد للصهيونية، وصل إلى إسرائيل بموقف "منحاز تمامًا للرواية الإسرائيلية"، حيث صرّح سابقًا بعدم وجود دولة فلسطينية، وأطلق على الضفة الغربية اسم "يهودا والسامرة".
"لكن رغم هذا الانحياز المبدئي، بدأ السفير يواجه مشاكل حقيقية داخل إسرائيل"، قال ضراغمة، مشيرًا إلى أن "مجموعات إنجيلية أمريكية باتت تواجه صعوبات في الحصول على تأشيرات دخول، الأمر الذي دفع السفير إلى إرسال رسالة حادة إلى السلطات الإسرائيلية يعترض فيها على عرقلة دخول مواطني بلاده".
"المستوطنون تجاوزوا الخطوط الحمر"
وأضاف أن اغتيال شاب أمريكي من أصل فلسطيني على يد مستوطنين، إلى جانب حادثة إحراق كنيسة الطيبة، أديا إلى "تجاوز المستوطنين لكل الخطوط الحمراء، حتى بالنسبة لحلفاء إسرائيل الأقرب، كالإدارة الأمريكية". "الإدارة الأمريكية، ورغم انحيازها لإسرائيل، إلا أن ذلك الانحياز ليس مطلقًا. هناك تباينات في الرؤية، خاصةً في ظل ما تعتبره واشنطن حربًا بلا هدف سياسي أو استراتيجي سوى القتل والتجويع"، على حد تعبيره.
ونوّه ضراغمةإلى أن هذا التوتر يعكس "تململاً أمريكيًا متزايدًا من سياسات حكومة بنيامين نتنياهو"، مشيرًا إلى أن بعض دوائر القرار في واشنطن بدأت ترى أن "نتنياهو يشكّل عقبة أمام الرؤية الأمريكية لترتيب الأوضاع في المنطقة".
في هذا السياق، كشف ضراغمةأن السفير الأمريكي هدّد في أعقاب زيارته للكنيسة، باتخاذ خطوات علنية ضد الحكومة الإسرائيلية، بينها دعوة المسيحيين الأمريكيين لوقف السفر إلى إسرائيل أو تقديم الدعم المالي لها، وهو ما أثار استغراب وزير الداخلية الإسرائيلي، رغم تعهّده بحلّ الأزمة.
ورأى ضراغمةأن هذه التهديدات تمثل بداية تحوّل مهم، حتى من جانب المكوّن المسيحي الإنجيلي في الولايات المتحدة، الذي "لم يعد يحتمل انتهاكات المستوطنين"، وفق تعبيره.
"نحن أمام مؤشرات متراكمة. قد لا تظهر آثارها مباشرة، لكنها تشكل ضغطًا سياسيًا دوليًا آخذًا في التصاعد"، قال ضراغمة، مضيفًا: "كما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، من الممكن أن تصل المجتمعات الغربية إلى نقطة اللاعودة، وتطالب بوقف هذه الانتهاكات".
وختم بالقول إن "استمرار التصعيد الإسرائيلي، لا سيما من قبل المستوطنين، من شأنه أن يؤدي إلى تغيّر تدريجي في مواقف الغرب، خاصة إذا ما تم كسر حاجز الصمت الدولي بصوت أمريكي حليف".
الأب سيمون خوري: انتهاك للقيم الإنسانية
الأب سيمون خوري: انتهاك للقيم الإنسانية
هذا النهار مع فراس خطيب وشيرين يونس
09:24
وفي حديثه عن الانتهاكات المتزايدة، استنكر الأب الدكتور سيمون خوري، كاهن رعية الروم الكاثوليك في كفر كنا، ومن مهجري قرية الدامون، خلال حديثه لراديو الناس، إحراق كنيسة الطيبة والاعتداءات المتكررة على رجال الدين والراهبات في القدس، مؤكداً أن هذه الاعتداءات تمس جميع أبناء الشعب الفلسطيني، بمختلف طوائفهم.
كما دعا الأب خوري الكنائس الغربية إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والروحية، منتقداً ما وصفه بـ"الصمت المخجل" إزاء قتل المؤمنين وتدمير الكنائس، مقارنة بتفاعلها مع قضايا أقل أهمية، مطالباً بتدخل دولي فعّال، وخاصة من الولايات المتحدة، التي قال إن عليها أن ترسل مبادئ حقوق الإنسان والعدالة بدلاً من الأسلحة التي تُستخدم في قتل الأبرياء وتدمير أماكن العبادة.
وعبّر الأب سيمون خوري عن الألم العميق الذي تشعر به الكنيسة والمسيحيون جراء استمرار الاعتداءات على دور العبادة والمقدسات، مؤكداً أن الكنيسة لا ترد بالعنف بل بشهادة الإيمان والرجاء.
وأشار الأب خوري إلى زيارة بطرياركي اللاتين والروم الأرثوذكس إلى غزة عقب القصف الذي نفذته إسرائيل. وقال في هذا السياق إن الزيارة "تحمل رمزية كبيرة، وتعبّر عن تضامن الكنيسة مع أهل القطاع، وخاصة المسيحيين الذين يعيشون ظروفاً مأساوية تحت القصف والحصار"، مشدداً على أن "الشر لا ينتصر، ولن يكون سيد هذا العالم، بل أن الرجاء يبقى حيًّا في ضمير الكنيسة ورسالتها".