قال الدكتور مصطفى نعامنة، المختص في جراحة كف اليد والجراحة الدقيقة في المستشفى الجامعي "مئير"، إن تآكل مفصل الإبهام يعتبر من الحالات الشائعة التي تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة اليومية، خاصة بسبب الدور المحوري للإبهام في حركة اليد. وأوضح أن المفصل مسؤول عن 40% من وظائف اليد، مما يجعله أكثر عرضة للتآكل بسبب الاستخدام المتكرر والحركات الدقيقة.
أسباب وأعراض تآكل المفصل
وأوضح الدكتور نعامنة في برنامج المختص المفيد مع الزميلة عفاف شيني أن "الحركة الدائرية المتكررة للإبهام، مثل استخدام الهواتف الذكية أو الأعمال الحرفية، تؤدي إلى تآكل الغضروف والتهاب المفصل تدريجياً". وأشار إلى أن النساء أكثر عرضة لهذه الحالة بنسبة تصل إلى 80%، نتيجة لتغيرات هرمونية خاصة بعد سن الخمسين.
د. مصطفى نعامنةراديو الناسوتابع: "أول أعراض تآكل المفصل تكون آلاماً عند استخدام الإبهام في مهام بسيطة مثل فتح الأبواب أو حمل الأغراض. وفي مراحل متقدمة، قد تظهر طقطقة في المفصل ويصبح الألم مستمراً، خصوصاً أثناء الليل".
التشخيص وطرق العلاج الأولية
وفيما يتعلق بالتشخيص، قال: "يعتمد التشخيص أساساً على الفحص السريري، ويمكن تأكيده بصور الأشعة لتحديد درجة التآكل". ونبّه إلى أن "عدم التشخيص الدقيق من قبل أطباء العائلة قد يؤخر العلاج المناسب".
وأضاف: "العلاج لا يبدأ بالجراحة، بل نبدأ بمسكنات الألم، العلاج الوظيفي، والجبائر. وإذا لم تتحسن الحالة، يمكن اللجوء إلى حقن الكورتيزون أو البلازما، خاصة في المراحل الأولى من المرض".
الجراحة وتطورها
عن الخيارات الجراحية، أوضح الدكتور نعامنة: "الاستئصال التقليدي لعظمة الترابزيوم لا يزال مستخدماً في الحالات المتقدمة، لكنه يتطلب فترة تأهيل طويلة. أما الخيار الحديث، فهو زرع مفصل صناعي مرن، يمنح المريض عودة أسرع للحياة اليومية خلال شهر إلى ثلاثة أشهر".
وختم بالقول: "أنا لا أعالج الصور، بل أعالج الإنسان. لذا، من المهم ملاءمة العلاج لكل مريض حسب حالته وألمه".