طفرة زواج في الصين بعد السماح بعقد القِران في النوادي الليلية

إصلاحات حكومية جديدة في الصين أدت إلى ارتفاع لافت في تسجيلات الزواج، مدفوعة بتسهيل الإجراءات وفتح الباب أمام أماكن احتفالات غير تقليدية لجذب الشباب.

1 عرض المعرض
طفرة زواج في الصين بعد السماح بعقد القِران في النوادي الليلية
طفرة زواج في الصين بعد السماح بعقد القِران في النوادي الليلية
طفرة زواج في الصين بعد السماح بعقد القِران في النوادي الليلية
(Chatgpt)
شهد مجمّع INS Land في شنغهاي تحولًا غير مألوف، بعدما بدأ باستقبال حفلات زفاف بدلًا من روّاد السهر، ضمن موجة زواج جديدة في الصين عقب تخفيف القيود على تسجيل الزواج. ووفق صحيفة China Daily، يُسمح للأزواج اليوم بعقد القِران في المنتجعات البعيدة والمهرجانات الموسيقية، فيما ينتشر موظفو الخدمة المدنية في هذه المواقع لإنجاز المعاملات فورًا.
وسجّلت الصين 5.2 ملايين زواج خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، بزيادة بلغت 405 آلاف مقارنة بالعام الماضي، في "تحوّل طفيف ولكنه مهم" بحسب الصحيفة الرسمية.
تحديات ديموغرافية رغم التحسن الأخير
يأتي هذا الارتفاع فيما تواجه بكين تحديًا طويل الأمد مع تقلّص عدد السكان في سنّ العمل وشيخوخة المجتمع. تقرير أممي توقّع هبوط عدد سكان الصين من 1.4 مليار إلى 1.3 مليار بحلول 2050، ثم إلى 633 مليونًا بحلول 2100. كما بلغت نسبة الخصوبة أقل من طفل واحد للمرأة، بعيدًا عن معدل الإحلال البالغ 2.1.
وكانت اللوائح السابقة تُجبر الأزواج على التسجيل في مسقط رأسهم وفق نظام هوكو، ما صعّب العملية على العمال المهاجرين. لكن التعديل الأخير أتاح التسجيل في أي مكان داخل البلاد.
دعم حكومي وتحفيزات متنوعة
تشمل حملة التشجيع على الزواج والإنجاب أشكالًا متعددة من التحفيز، مثل دعم مالي للوالدين الجدد، وإجازات موسعة للموظفين، ودورات جامعية بعنوان “دروس في الحب”.
وتتنافس مناطق سياحية مثل ينابيع شينجيانغ وجزر هاينان على استضافة حفلات زفاف ضخمة، إذ شهدت منطقة بحيرة سايلام وحدها أكثر من 11 ألف زواج منذ مطلع العام، بينها 9 آلاف منذ تغيير القواعد في مايو.
خبراء: لا ينبغي الإفراط في التفاؤل
يرى باحثون أن الارتفاع الأخير لا يعكس تغييرًا عميقًا في التوجهات الاجتماعية. وقال وانغ فنغ، أستاذ علم السكان بجامعة كاليفورنيا: "لا يجب بناء آمال كبيرة على هذه الأرقام… الأدلة تشير إلى تراجع طويل الأمد في الزواج والإنجاب".
شاب صيني من بكين قال للفايننشال تايمز إنه يخطط لإنجاب ثلاثة أطفال، معتبرًا نفسه “استثناءً” لجيله، بينما يؤكد آخرون أن الضغوط الاقتصادية، وتراجع أسعار العقارات، وانعدام الأمان الوظيفي هي أسباب رئيسية للعزوف عن الزواج.