كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة إلينوي، ونشرت نتائجها في دورية Medicine and Science in Sports and Exercise، أن مصدر البروتين—سواء كان نباتيًا أو حيوانيًا—لا يؤثر فعليًا على فعالية بناء العضلات بعد ممارسة التمارين، وهو ما يناقض الاعتقاد الشائع بأن البروتين الحيواني هو الأفضل لهذه الغاية. وقد نقل موقع New Atlas تفاصيل الدراسة.
شارك في البحث 40 شخصًا نشيطًا بدنيًا (28 رجلاً و12 امرأة) تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا. خضع المشاركون في البداية لحمية خاصة مدتها أسبوع، سُمّيت بـ"حمية التعود"، بهدف إعادة ضبط الجسم قبل بدء التجربة الرئيسية. بعدها، قُسّموا عشوائيًا إلى مجموعتين: واحدة اتبعت نظامًا غذائيًا نباتيًا، وأخرى اتبعت نظامًا غذائيًا يحتوي على أكثر من 70% من البروتين الحيواني، شمل لحوم البقر والدجاج والبيض ومنتجات الألبان.
ركّز الباحثون في النظام النباتي على ضمان احتوائه على جميع الأحماض الأمينية الأساسية، ليكون مكافئًا في جودته للبروتين الحيواني. وتناول المشاركون في كلا النظامين ما يعادل 1.1 إلى 1.2 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًا.
كما جرى تقسيم كل مجموعة فرعية بحسب توزيع تناول البروتين خلال اليوم: بعض المشاركين تناولوا كميات متساوية من البروتين في ثلاث وجبات، بينما وزع آخرون الكمية نفسها على خمس وجبات مع تركيز أكبر في أوقات متأخرة من اليوم.
مارس جميع المشاركين تمارين مقاومة تعتمد على رفع الأوزان كل ثلاثة أيام، وتم تتبع نشاطهم البدني خارج المختبر باستخدام أجهزة قياس تسارع.
وعندما فُحصت عينات من عضلات الساق في نهاية الدراسة وقورنت بالحالة السابقة للتجربة، فوجئ الباحث الرئيسي، نيكولاس بيرد، بعدم وجود فروق تُذكر بين المجموعات في معدل تخليق البروتين العضلي، سواء من ناحية نوع البروتين أو توقيت توزيعه على الوجبات.
وخلصت الدراسة إلى أن نوع البروتين أو توقيت تناوله لا يؤثران على عملية بناء العضلات ما دام الشخص يحصل على كمية كافية من البروتين عالي الجودة. وقال بيرد: "الاعتقاد السائد كان أن البروتين الحيواني يتفوق، خاصة في دعم نمو العضلات، لكن نتائجنا تُظهر أن الأهم هو الحصول على كمية كافية من البروتين، بغض النظر عن المصدر".