تتواصل أزمة انقطاع الكهرباء الواسعة في إسبانيا والبرتغال، مساء اليوم (الاثنين)، بعد ساعات طويلة من بدايتها.
وأعلنت شركة الكهرباء الإسبانية أن التيار بدأ يعود تدريجيًا إلى بعض المناطق في شمال وجنوب وغرب شبه الجزيرة الإيبيرية، لكن موعد إنهاء العطل بالكامل لا يزال غير واضح.
وأثّر الانقطاع على عشرات الملايين وأدى إلى فوضى مرورية وهلع واسع النطاق.
إعلان حالة الطوارئ
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية حالة الطوارئ في بعض المناطق التي طلبت ذلك، من بينها مدريد وأندلوسيا، مع نشر 30 ألف شرطي لضمان النظام العام.
يأتي ذلك بعد انقطاع التيار الكهربائي عند الساعة 12:15 ظهرًا بالتوقيت المحلي، حيث أظهرت بيانات شركة الكهرباء تراجعًا حادًا في الاستهلاك من 27,500 إلى 12,000 ميغاواط.
وامتد الانقطاع أيضًا إلى أجزاء من فرنسا، وأدى إلى شلّ حركة القطارات، وتوقف المترو، ما أجبر الركاب على إخلاء الأنفاق سيرًا على الأقدام.
كما توقفت إشارات المرور، مما تسبب بازدحامات مرورية خانقة في مدريد ولشبونة، في حين واجه المسافرون صعوبات في المطارات رغم استمرارها بالعمل عبر أنظمة طوارئ.
وذكرت صحيفة "إل باييس"، أن نحو 30 ألف راكب تم إجلاؤهم من 116 قطارًا متوقفًا، فيما اشتكى العديد من المواطنين من صعوبة استخدام الإنترنت والهواتف المحمولة.
حالة ذعر وتدافع في المتاجر
في برشلونة ولشبونة، تدفق السكان إلى المتاجر لشراء حاجيات أساسية وسط الظلام، مع مخاوف من استمرار الانقطاع لفترة طويلة.
ورغم تشغيل أنظمة النسخ الاحتياطية، إلا أن العديد من المواطنين أفادوا بتوقف الصرافات الآلية.
أسباب الانقطاع المحتملة
حتى الآن، السبب الدقيق غير معروف. السلطات لم تستبعد هجومًا إلكترونيًا لكنها أوضحت أنه لا توجد أدلة على ذلك.
ورجحت شركة الكهرباء البرتغالية أن يكون السبب "ظاهرة جوية غير معتادة" أثرت على شبكة الكهرباء الإسبانية.
أما رئيس الوزراء، بيدرو سانشيز، فأكد أنه لا يمكن تحديد السبب بعد، لكنه أشار إلى احتمال وجود "اضطرابات قوية" في شبكة الكهرباء الأوروبية.
وأشاد سانشيز بمساعدة فرنسا والمغرب في إعادة التيار عبر الربط الكهربائي عبر مضيق جبل طارق.
وفي وقت لاحق، أعادت الحكومة تشغيل محطات الطاقة الكهرومائية ومحطات الغاز، مع دعوة المواطنين إلى الاقتصاد في استخدام الاتصالات لتخفيف الضغط على الشبكات.
وتعتبر انقطاعات الكهرباء بهذا الحجم نادرة في أوروبا، إذ سبق أن شهدت إيطاليا في 2003 وألمانيا في 2006 انقطاعات مماثلة، أثرت على عدة دول أوروبية وشمال أفريقيا.