اعتقلت الشرطة، مساء أمس (الأحد)، سبعة أشخاص خلال مشاركتهم في وقفة احتجاجية نظمت في مدينة أم الفحم، ضد الحرب على غزة، واحتجاجًا على ما وصفه المشاركون باعتداءات الشرطة على مظاهرة مماثلة نظمت أول أمس في المدينة.
باسل اغبارية: بدل أن يشرحوا لي، زادوا من الصراخ والاعتداء"
المنتصف مع فرات نصار
05:22
تفاصيل الاعتقال والاحتجاج
وأوضحت مصادر محلية أنّ الشرطة واجهت المتظاهرين بالقوة، ما أسفر عن اعتقالات واسعة في صفوف الشبان المشاركين. وقد جاءت هذه الوقفة استمرارًا لسلسلة احتجاجات تشهدها أم الفحم في الأسابيع الأخيرة رفضًا للحرب، وتنديدًا بالسياسات الأمنية تجاه النشطاء.
شهادة الشاب باسل إغبارية
وفي حديث خاص لـ"راديو الناس"، روى الشاب باسل إغبارية، سكرتير الشبيبة الشيوعية في أم الفحم، تفاصيل اعتداء أفراد الشرطة عليه أثناء وقوفه مقابل مركز الشرطة بانتظار الإفراج عن معتقلين. وقال:"كنت هناك فقط لأطمئن على المعتقلين. فجأة تقدّم نحوي أحد أفراد الشرطة من دون أي إنذار أو سبب، ثم انقضّ علي مع مجموعة أخرى، أسقطوني أرضًا وانهالوا علي بالضرب بشكل وحشي. رغم أنني لم أشارك في الوقفة الاحتجاجية، وكنت واقفًا بشكل سلمي، إلا أنهم اعتقلوني ووجّهوا لي تهمة المشاركة في المظاهرة."
وأضاف إغبارية أنّه تعرض للضرب رغم محاولاته إيضاح أنه لا يجيد العبرية لفهم ما يُطلب منه، مشيرًا إلى أنّ العنف تصاعد بدلًا من أن يتوقف. كما أكّد أنّ التحقيق معه تضمن اتهامات لم يفهم أسبابها، وأن الشرطة – على حد قوله – تستهدف كل من يتم اعتقاله بتهمة "المشاركة في المظاهرة" حتى إن لم يشارك فيها فعليًا.
ظروف الاعتقال والإفراج
وأوضح إغبارية أنّه بعد الاعتداء جرى توقيفه، حيث طُلب إخضاعه لإقامة جبرية منزلية لعدة أيام، لكن القرار أُلغي في نهاية المطاف، وتم الإفراج عنه من دون شروط. وقال:"بقيت آثار واضحة على وجهي وجسدي نتيجة العنف، وسأتوجه بمساعدة محامٍ لمقاضاة الشرطة على ما حصل معي."
استمرار التوتر
يأتي هذا الحادث بعد ساعات من مقتل شرطي في وادي عارة، ما زاد من حدة التوتر في المنطقة، إذ قال إغبارية إن بعض أفراد الشرطة تعاملوا مع أي وجود شبابي قرب محطة الشرطة على أنه استفزاز أو محاولة "الاستهزاء بمقتل الشرطي"، وهو ما نفاه مؤكدًا أنّ وجوده كان بدافع إنساني فقط.
يبقى ملف الاعتقالات في أم الفحم مفتوحًا وسط دعوات محلية وحقوقية لوقف الممارسات العنيفة ضد المتظاهرين، فيما يواصل عدد من الشبان، وبينهم باسل إغبارية، خطوات قانونية لمقاضاة عناصر الشرطة المتورطين بالاعتداء.