قالت الشرطة ، مساء أمس، إنها صادرت سلاحًا استخدمه الناشط يوسف حداد، وذلك في أعقاب خلاف نشب بينه وبين أحد سكان مدينة يافا، على خلفية ما وصفته بـ"جدال مروري" بين الطرفين. وبحسب بيان الشرطة، فقد تقرر فرض الحبس المنزلي على حداد بعد استجوابه، ومصادرة سلاحه الشخصي.
اكتيلات: لا يوجد معرفة مسبقة بين الطرفين وحداد تصرف بتهور
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
09:40
ووفق التفاصيل التي كشف عنها المحامي رمزي اكتيلات، الموكل بالدفاع عن الشاب اليافاوي المتورط في الحادث، فإن ما جرى لم يكن اشتباكًا ذا خلفية سياسية أو قومية، بل خلافًا بسيطًا على الطريق تطور إلى حادث خطير، بعدما أطلق يوسف حداد رصاصة باتجاه الشاب خلال قيادته دراجته النارية، في وقت كان يعمل في توصيل الطلبات.
تفاصيل الحادث
في حديثه لـ"راديو الناس"، قال المحامي اكتيلات إن موكله فوجئ بقيادة متهورة من قبل يوسف حداد، فاقترب منه لمساءلته عن أسلوب القيادة، لكن الأخير ردّ بشتائم وتهديدات. وبعد أن قرر الشاب مغادرة المكان، سمع صوت إطلاق نار وشعر بشيء ارتطم بخوذته وأسقط نظارته.
وأضاف المحامي أن الشاب استوعب ما حدث لاحقًا، وأسرع في الاتصال بالشرطة التي حضرت إلى المكان واعتقلت الطرفين. وأكد أن التحقيقات لم تُظهر أي معرفة سابقة بين الطرفين، وأن موكله لم يعتدِ جسديًا على حداد، بل أن أقصى ما نُسب إليه هو "بصق باتجاهه"، وهو ما نفاه الشاب جزئيًا خلال التحقيق.
"الرصاصة لم تكن عشوائية"
وشدد المحامي على أن الحديث عن "طلقة خرجت بشكل عرضي" أمر غير دقيق من الناحية التقنية، موضحًا أن "إطلاق الرصاص من السلاح يتطلب تمشيطه والضغط على الزناد، وهذا ما يُشير إلى نية مسبقة أو على الأقل تصرف غير مسؤول كان قد يُفضي إلى كارثة حقيقية".
موقف الشرطة والقرارات القضائية
في ختام التحقيق، أُطلق سراح الشاب اليافاوي دون أي قيد، في حين فُرض على يوسف حداد الحبس المنزلي لمدة خمسة أيام. ولم توضح الشرطة بعد ما إذا كانت تنوي تقديم لائحة اتهام ضده.
من جهة أخرى، أثار الحادث موجة من ردود الفعل في وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن حاولت جهات إسرائيلية الترويج لادعاءات بأن الحادث وقع بسبب "تحريض قومي" ضد حداد على خلفية نشاطه السياسي، وهي رواية دحضها الدفاع والشرطة على حد سواء.
المحامي: "موكلي هو الضحية"
وأكد المحامي اكتيلات أن "المحاولة لتصوير الشاب كمعتدٍ تأتي في إطار حملة دعائية تستهدف التشويش على وقائع الحادث"، داعيًا إلى التعامل مع الملف بجدية "نظراً لخطورة إطلاق النار في وضح النهار، وسط شارع مزدحم، وبشكل غير مبرر إطلاقًا".
وختم بالقول: "لو لا لطف الله، لأصبحت هذه الحادثة مأساة. موكلي هو من بادر بالاتصال بالشرطة، وهو الضحية الفعلية في هذه القضية، رغم محاولات التشويه".
ولا تزال التحقيقات جارية، في وقت يطالب فيه محامو الشاب باتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد حداد، بما في ذلك سحب رخصة السلاح، وتقديمه للمحاكمة بتهم تتعلق بالاستخدام غير القانوني للسلاح.