دراسة جديدة تربط بين السكري والفصام وخبراء يحذرون من التسرع في الاستنتاجات

د. عصام داوود : هذه العلاقة ليست طبية مثبتة حتى الآن وإنما قائمة فقط على تحليل بيانات إحصائية لقرابة 100 ألف مريض

1 عرض المعرض
فحص دم في مختبر طبي
فحص دم في مختبر طبي
فحص دم في مختبر طبي
(فلاش 90)
أكد الطبيب والمعالج النفسي د. عصام داوود في حديث لراديو الناس أن دراسة حديثة أثارت جدلاً واسعًا بعدما أشارت إلى وجود علاقة إحصائية بين مرض السكري والفصام (الشيزوفرينيا). وأوضح داوود أنّ "هذه العلاقة ليست طبية مثبتة حتى الآن، وإنما قائمة فقط على تحليل بيانات إحصائية لقرابة 100 ألف مريض في جهاز الصحة داخل البلاد".
د. عصام داوود يجيب: هل هناك علاقة بين السكري والفصام؟
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
08:36
وبيّن أنّ الباحثين اعتمدوا على مراجعة بيانات مسجلة دون مقابلة المرضى بشكل مباشر، وخلصوا إلى وجود "ارتباط إحصائي وثيق بين السكري والفصام"، لكنه شدد على أنّ هذا لا يعني وجود علاقة سببية مؤكدة أو نتيجة علمية قطعية.
جاءت تصريحاته بعد أن أظهر بحث طبي جديد أنّ مرض السكري يزيد بنسبة خمسين في المئة من خطر الإصابة باضطراب الفُصام (الشيزوفرينيا). واستندت الدراسة إلى تحليل بيانات طبية لنحو مئة ألف مواطن في البلاد على مدار خمسة عشر عامًا، لتكشف عن علاقة مفاجئة بين هذا الأمر الشائع وإحدى أصعب الاضطرابات النفسية.

مرضى الفصام معرضون للإصابة بالسكري

وأضاف د. داوود: "بالعكس، ما نعرفه طبيًا حتى اليوم أنّ مرضى الفصام الذين يتناولون أدوية نفسية مزمنة أكثر عرضة للإصابة بالسكري، بسبب تأثير هذه العلاجات على الوزن والشهية والهرمونات وإفراز الإنسولين". واعتبر أن إثارة الحديث عن علاقة معاكسة – أي أنّ مرض السكري قد يرفع احتمالية الإصابة بالفصام – هو أمر مثير للاهتمام ويستحق البحث، لكنه "ما زال بحاجة إلى دلائل علمية أعمق".
وفي سياق الحديث، أوضح د. داوود أنّ هناك التباسًا شائعًا بين الفصام وانفصام الشخصية، مؤكّدًا أنّهما حالتان مختلفتان تمامًا، وقال: "الفصام هو مرض يصيب نحو واحد من كل مئة شخص، يتمثل بانفصال عن الواقع وتفسير مغلوط للأحداث، وقد يبدأ عادة في سن 18 إلى 25 عامًا".
كما شدّد على الترابط الوثيق بين الصحة الجسدية والنفسية، مستشهدًا بدراسات تشير إلى أنّ 80% من آلام أسفل الظهر قد تكون ذات منشأ نفسي، وأن نسبة تتراوح بين 20-30% من المرضى الذين يخضعون لعمليات قلب مفتوح يطورون لاحقًا نوبات هلع نتيجة الصدمة الجسدية والنفسية للعملية.
واختتم د. داوود بتوصية واضحة: "عندما نشعر بعَرَض جسدي أو وجع مستمر دون سبب واضح، من المهم أن نسأل طبيبنا: هل يمكن أن يكون ما أعانيه نفسيًا أيضًا؟"، مشيرًا إلى أن هذا الوعي يسهم في فتح المجال أمام التشخيص الشامل ومعالجة المريض بصورة متكاملة.