أعلنت أربع من كبرى شركات الأغذية في البلاد عن رفع أسعار آلاف المنتجات دفعة واحدة، في خطوة مفاجئة أثارت تذمراً واسعاً بين المواطنين، خاصة في ظل غياب أي تدخل رسمي من الجهات الرقابية أو الوزارات المسؤولة. وأشارت مراسلات صحفية إلى أن هذه الزيادة تصل حتى 30% على بعض المنتجات الأساسية، ما انعكس مباشرة على القدرة الشرائية للأسر ذات الدخل المحدود.
مواطنون يشتكون من غلاء معيشي خانق وتأثير مباشر على أساسيات الحياة
في تقرير أعدّه الزميل مصطفى وليد زعبي لراديو الناس، عبّر مواطنون عن صعوبة تلبية الاحتياجات اليومية، وأكدوا أن المصاريف تضاعفت بينما بقيت الأجور على حالها. أحد المواطنين قال: "سلة مشتريات لعائلة من أربعة أفراد كانت تكلف 1500 شيكل، اليوم بتكلف فوق الألفين حتى مع اختصار الكثير". مواطن آخر أشار إلى أنه يضطر لشراء الأساسيات فقط، بعد أن أصبحت بعض المنتجات "خارج نطاق الإمكان".
مستشارة اقتصادية: لا تنظيم استهلاكي ولا تحرّك جماعي للمقاطعة
وأوضحت نرين أرملي، المستشارة الاقتصادية ومقدمة برنامج "مصروف العائلة"، في حديث مع راديو الناس، أن ارتفاع الأسعار تم بشكل متزامن من قبل شركات مختلفة، دون رقابة تُذكر، معتبرة أن "ما يحدث يُثير الشبهات حول تنسيق محتمل للأسعار بطريقة ذكية لتجنب العقوبات القانونية". وانتقدت أرملي غياب الوعي الاستهلاكي، مؤكدة أن العائلات لا تزال تشتري نفس المنتجات بشكل تلقائي "من دون فحص أو تخطيط"، ودعت إلى خطوات عملية مثل تقليل الاستهلاك أو استبدال المنتجات المرتفعة ببدائل محلية.

دعوة لاعتماد نماذج استهلاك جماعية عربية لمواجهة الغلاء
وفي مداخلة للخبير في مجال الطاقة طارق عواد، أشار إلى انخفاض متوقع في أسعار الوقود، لكنه شدد على أن هذا الانخفاض لا ينعكس بالضرورة على باقي الأسعار. ودعا إلى استنساخ نماذج ناجحة من مجتمعات أخرى مثل الحريديم الذين يملكون سلاسل استهلاك مخفضة خاصة بهم، وقال: "نحن بحاجة إلى تنظيم عربي استهلاكي ضاغط، يفرض نفسه على الشركات ويخلق بدائل محلية بتكلفة أقل". وأشار إلى أمثلة من الحياة اليومية مثل استوانات الغاز التي تباع في البلدات العربية بأسعار مضاعفة مقارنة بباقي المناطق، نتيجة غياب التنظيم.
الاقتصاديون يحذرون: ارتفاع الأسعار مستمر ما لم يتحرك الشارع
في ختام اللقاءات، اتفقت الآراء على أن الغلاء لن يتراجع ما لم يكن هناك وعي استهلاكي منظم وضاغط. وتؤكد أرملي: "نحن مجتمع مستهلك غير منظم، لا نقاطع، ولا نخفف، ولا نعارض، حتى عبر الشبكات الاجتماعية".