تشهد وزارة الخارجية الإسرائيلية حالة من الجدل العاصف على خلفية توجيه غير مسبوق من المدير العام عيدن بار-تل، يقضي بوقف كامل لأنشطة جميع السفارات الإسرائيلية حول العالم، وكذلك الأنشطة في مقر الوزارة، ابتداءً من الآن وحتى نهاية العام الجاري. وقد فوجئ كبار المسؤولين وموظفو الوزارة بهذه التعليمات، خاصةً وأن وزير الخارجية جدعون ساعر خصّص ميزانية بقيمة 545 مليون شيكل لتعزيز الدعاية والإعلام الإسرائيلي وماكناتها من حول العالم.
وبموجب التوجيه، تُلغى جميع الأنشطة المموّلة والتي كان من المقرر تنفيذها حتى نهاية العام، باستثناء تلك التي تم توقيع عقود لها مسبقًا، علمًا أن معظم الأنشطة لم تكن ضمن هذا الإطار. ووصف مسؤولون في الوزارة القرار بأنه "ضربة قاضية للعمل الدبلوماسي التوضيحي".
وجاء في التوجيه المرسل إلى نواب المدير العام ورؤساء الأقسام: "بناءً على تعليمات المدير العام، ومن أجل تجميع ميزانية الوزارة المتاحة للأنشطة وفق أولويات حددها المدير، سيتم إيقاف تمويل أي نشاط في المقر أو البعثات لم يتم توقيع عقد بشأنه. اعتبارًا من يوم الخميس 11/9، لن يكون هناك تمويل للأنشطة غير المكتملة، حتى لو وردت ضمن خطة العمل".
وأدى القرار إلى إلغاء أنشطة إحياء ذكرى تفجّر أحداث 7 أكتوبر عالميًا بسبب نقص الميزانية، كما توقفت جميع الوفود الزائرة لإسرائيل، مع تسجيل تأثير كبير على الفعاليات الثقافية التي كانت الوزارة تعتزم تنظيمها.
ووصف مسؤولون في الوزارة القرار بأنه "رسالة غير مسبوقة. هذه هي المرة الأولى التي يتدخل فيها مدير عام الوزارة بهذا الشكل الحاد بسبب سوء إدارة الأموال. هناك نصف مليار شيكل خصصت للدعاية، ولم يُستغل سوى ربعها. لم يُدار المال بشكل صحيح، ويتم الآن سحب الميزانية التشغيلية من المشاريع المقررة مثل المعارض والفعاليات والمؤتمرات والوفود إلى إسرائيل. الدبلوماسيون عملوا وأدى سوء الإدارة إلى مضاعفة الضرر".
وأضاف المسؤولون: "اعتبارًا من 10 أكتوبر، أُلغي 150 وفدًا، وفي بعض المواقع أُلغي أيضًا فعاليات لإحياء ذكرى 7 أكتوبر. تم اتخاذ القرارات بشكل تعسفي، حيث تُترك الأنشطة التي لها عقود قائمة، وتُلغي الأنشطة التي لم تُوقع عقودها بعد. هذا يضر بالعلاقات مع الأصدقاء القليلين المتبقين، والخسائر كبيرة جدًا".
في المقابل، صرحت وزارة الخارجية بأن العام الحالي شهد "حجم نشاط غير مسبوق، بما في ذلك استقدام حوالي 300 وفد من قادة الرأي إلى إسرائيل مقارنة بـ25 وفدًا في السنة العادية، وعشرات الحملات الرقمية التي وصلت إلى مئات الملايين من الأشخاص عبر الشبكات، بالإضافة إلى سلسلة طويلة من الأنشطة ضمن إطار حملة الوعي".
وأضاف البيان: "كما هو الحال كل عام، تُجرى في الربع الأخير من السنة أولويات وتحويلات ميزانية بين البعثات وفق التطورات السياسية، بهدف اختيار المشاريع التي تحقق أكبر فائدة لإسرائيل".