"استعادة الحركة الاقتصادية ضرورة" | الناصرة تستعد لأعياد الميلاد بعد انقطاع دام سنوات

الناصرة تستعيد أعياد الميلاد بعد عامين من الانقطاع واستعدادات واسعة لإضاءة الشجرة وسط إجراءات مشددة

1 عرض المعرض
اضاءة شجرة الميلاد النصراوية - صورة من الأرشيف
اضاءة شجرة الميلاد النصراوية - صورة من الأرشيف
اضاءة شجرة الميلاد النصراوية - صورة من الأرشيف
(راديو الناس)
تعود مدينة الناصرة هذا العام إلى روزنامة الاحتفالات الميلادية بعد توقف دام عامين بسبب الحرب، وسط جهود تنسيقية مكثّفة بين مجلس الطائفة الأرثوذكسية واللجنة المعيّنة لإدارة شؤون بلدية الناصرة برئاسة يعكوف إفراتي.
بسيم عصفور: الناصرة تستعد لأعياد الميلاد بعد انقطاع دام سنوات
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
11:04
وقال رئيس مجلس الطائفة الأرثوذكسية في المدينة، بسيم عصفور، في حديث لراديو الناس، إن اللقاء الأخير مع رئيس اللجنة المُعيّنة جاء “في توقيت حساس يسبق فترة الأعياد، ويهدف إلى تنسيق كل ما يتصل بالاحتفالات والفعاليات في المدينة، إضافة إلى مناقشة القضايا العامة التي تواجه الناصرة”.
وأوضح عصفور أنّ الاجتماع تضمّن نقاشات حول عدة ملفات، لكنه أكد أنّ “التعرّف المتبادل وتعزيز التنسيق بين الطرفين قبل موسم الأعياد كان الهدف الأساسي”، مشيراً إلى وجود “تجاوب وردود فعل إيجابية ووعود نأمل أن تكون حقيقية وتظهر على أرض الواقع”.

تعاون قائم رغم التحديات

وأشار عصفور إلى أنّ مستوى التعاون مع إدارة البلدية الحالية “إيجابي وقائم”، لافتاً إلى أنّ برنامج عيد الميلاد لهذا العام بُني بالشراكة الكاملة بين المجلس والبلدية. وأضاف: “الأيادي ممدودة للتعاون من أجل مصلحة المدينة وأهلها، وثمار هذا التعاون ستظهر خلال فترة الأعياد وما بعدها”.
وبيّن أن الفترة التي مرّت على المدينة خلال الحرب تركت آثاراً اقتصادية واجتماعية صعبة، ما يفرض واقعية في حجم التنفيذ: “القدرات ما زالت محدودة، ولم نُوعَد بأن الأمور ستُحل خلال أسبوع أو أسبوعين، لكن النوايا الحسنة موجودة لدى كل الأطراف”.

إضاءة الشجرة في 14 من الشهر

وبحسب عصفور، ستنطلق الفعاليات الميلادية ابتداءً من الأول من ديسمبر في عدة مواقع مركزية، وعلى رأسها منطقة العين التي تُعد نقطة محورية للسياحة الوافدة. وأكد أنّ التحضيرات لإقامة شجرة الميلاد النصراوية جارية، وأنه سيتم إنزال الشجرة في 7 ديسمبر، على أن تُضاء في 14 ديسمبر في احتفال مركزي أمام كنيسة البشارة، وبالتنسيق الكامل مع البلدية.
وأوضح: “هدفنا أن يشعر أهل المدينة وزوّارها بمكانة الناصرة الدينية والتاريخية، وأن نستقبل الجميع بما يليق بمدينة البشارة”.

توقعات بوصول مئات آلاف الزوار

تستعد الناصرة لاستقبال موجة واسعة من الزوار والسياح، في ظل توقّعات بتحسّن الحركة السياحية الخارجية بعد وقف الحرب. وقال عصفور:
“نتوقع مئات الآلاف من الزوار خلال فترة الأعياد، سواء من داخل البلاد أو خارجها. كل من يصل الناصرة سيزور شجرة الميلاد لأنها رمز المدينة، ونورها بالنسبة لنا هو نور المحبة”.
وأضاف أنّ استعادة الحركة السياحية باتت ضرورة اقتصادية ومعنوية للمدينة: “نأمل أن يستمر وقف الحرب وأن يعود السلام، لتعود السياحة الخارجية قوية كما كانت قبل السابع من أكتوبر 2023”.
ودعا عصفور أهالي الناصرة للمساهمة في إنجاح الموسم، مؤكداً أنّ المجلس أطلق شعاراً لهذا العام: “احترام الذات واحترام الآخر”. وقال: “إذا احترم كل منا نفسه واحترم من حوله، نستطيع أن نحافظ على بلدنا ونُظهر أجمل صورة عنها. النظافة، المحافظة على البيئة، التصليحات، والتبليغ عن أي خلل… كلها مسؤوليات جماعية”.
رغم الحماس الشعبي المتوقع، سيقتصر الحضور في حدث الإضاءة على ستة آلاف شخص فقط وفق تعليمات الشرطة. وأشار عصفور إلى أنّ هذه القيود “مشدّدة أكثر من اللازم”، قائلاً: “نرى في أوروبا ساحات تستقبل عشرات الآلاف دون إغلاق مشدد. القيود الحالية أكبر مما يجب، ونحن ما زلنا في نقاش مستمر حول العدد وتوسيع منطقة الاحتفال”.
وأكد أن الهدف ليس فقط السماح بحضور أكبر، بل أيضاً حماية المصالح الاقتصادية في منطقة العين ودرب الحجاج: “لا نريد أن يتضرر أصحاب المصالح، بل نريد لهم أن ينتعشوا بعد فترة صعبة”.