صراع داخل لولوليمون: المبيعات تتراجع والمُؤسّس يهاجم الإدارة

يتصاعد الخلاف داخل شركة لولوليمون بعد تراجع المبيعات وهبوط سهم الشركة، وسط انتقادات علنية من المؤسّس لأسلوب الإدارة الحالي. 

1 عرض المعرض
لولوليمون - صورة توضيحية
لولوليمون - صورة توضيحية
لولوليمون - صورة توضيحية
(Chatgpt)
كشفت تقارير اقتصادية أن شركة لولوليمون، التي أصبحت أحد أبرز العلامات في مجال ملابس اليوغا عالميًا، تواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على مكانتها. فبحسب معطيات نُشرت في الأول من كانون الأول/ديسمبر، تراجعت مبيعات الشركة في الولايات المتحدة، وتوسّعت المنافسة من علامات أخرى، فيما اتهم مؤسّس الشركة تشيب ويلسون الإدارة بأنّها "فقدت صوتها واتجاهها".
ووفق ما نُقل عنه في تقارير صحفية، شبّه ويلسون طريقة إدارة المدير التنفيذي الحالي كلوفين ماكدونالد بـ"تحطّم طائرة"، مؤكدًا أن الشركة باتت بعيدة عن جوهرها الذي صنع نجاحها.
المليارات تتبخّر… والخلاف يخرج للعلن
وأشارت البيانات إلى أن قيمة سهم لولوليمون فقدت أكثر من 50% من قيمتها خلال 2025، أي ما يزيد عن 25 مليار دولار من قيمة الشركة، بينها نحو ملياري دولار من حصّة ويلسون نفسه، الذي يملك اليوم حوالي 8% من الأسهم بقيمة تُقدّر بـ1.8 مليار دولار.
وفي خطوة لافتة، اشترى ويلسون صفحة كاملة في صحيفة "وول ستريت جورنال" لينتقد أداء الإدارة، معتبرًا أن "المديرين ذوي التوجه المالي لا يجيدون تحفيز الإبداع، ويظنون أنهم يفهمون المنتج حتى حين لا يفعلون".
رؤية الإدارة وتباين التوجهات
وأوضح ماكدونالد في تصريحات صحفية أنه يوافق على بعض الانتقادات، قائلاً إن بعض منتجات الشركة أصبحت "متوقعة أكثر من اللازم" وإنه يعمل على تعزيز الابتكار وتسريع تطوير الموديلات. لكنه شدد على أن الشركة توسعت وحققت أرباحًا كبيرة منذ توليه المنصب عام 2018، إذ تضاعف عدد الفروع وتضاعفت الأرباح أكثر من سبع مرات منذ مغادرة المؤسس لمجلس الإدارة.
كما أضاف أن الشركة تحاول الحفاظ على هويتها في مجالات مثل الجري واليوغا والتنس والغولف، مع الانفتاح على أسواق جديدة لمواكبة التغيير.
ماضٍ مليء بالمشاحنات… والمنافسون يقتربون
ويلسون، الذي غادر منصب المدير التنفيذي عام 2005، كان قد أثار جدلاً سابقًا بعد تصريحات انتقد فيها أجسام بعض النساء عند الحديث عن جودة الأقمشة، قبل أن يعتذر ويستقيل من رئاسة المجلس.
ويرى خبراء في عالم الموضة أن ما يحدث مع لولوليمون يشبه ما واجهته شركات أخرى عندما فقدت ارتباطها بالمؤسسين. ومع تباطؤ مبيعاتها مؤخرًا، برزت علامات منافسة مثل Alo التي اجتذبت شريحة واسعة من جمهور الرياضة والموضة، بينما اعترفت الإدارة بأن بعض مجموعاتها لم تعد مواكبة للترندات السائدة، وأن جودة بعض المنتجات كانت محل انتقاد.
استمرار التوتر… ومستقبل غير واضح
تدلّ المؤشرات على انقسام داخل الشركة بين أنصار توجهات ماكدونالد واستراتيجية التوسع، وبين مؤيدين لرؤية ويلسون التي تستند إلى العودة للهوية الأصلية. وبينما تقول الإدارة إنها بدأت بإصلاحات فعلية لوقف التراجع، يؤكد ويلسون أن الشركة بحاجة إلى "استعادة صوتها وجرأتها الإبداعية".
في ظل هذا الاشتباك العلني، يبقى مستقبل لولوليمون رهن قدرتها على تحقيق توازن بين النمو التجاري والحفاظ على هوية العلامة التي حققت لها انتشارًا عالميًا.