عقدت المحكمة المركزية اليوم جلسة للنظر في قضية فتى يبلغ من العمر 14 عامًا من مدينة يافا، يعاني من التوحّد، وذلك بعد نحو شهر من اعتقاله بشبهة ارتكاب مخالفات أمنية. وقد تزامن انعقاد الجلسة مع وقفة احتجاجية شارك فيها العشرات أمام مبنى المحكمة، طالبوا خلالها بالإفراج الفوري عنه وضمان حماية حقوق القاصرين داخل مراكز الاعتقال، خصوصًا أولئك الذين يعانون من اضطرابات نمائية أو نفسية تجعلهم أكثر عرضة للانتهاكات.
والدة الطفل من يافا: ابني لا يتحمّل الخروج من البيت
المنتصف مع فرات نصار
03:29
والدة الفتى: “ابني تعرّض للضرب والإهانة وما يحدث له غير إنساني”
في حديث خاص لراديو الناس، كشفت والدة الفتى تفاصيل صادمة حول لحظة اعتقاله وظروف احتجازه.
وقالت:"اقتحم المنزل أكثر من أربعين جنديًا، وبدأوا التحقيق معه داخل البيت لساعات. ابني ضُرب وتعرّض للصراخ والترهيب، رغم أنني أخبرتهم بالعربية والعبرية أنه طفل صغير، ومواطن إسرائيلي، وعلى طيف التوحّد".
وأشارت إلى أنّ الجنود منعوها حتى من إعطائه كأس ماء، وتعاملوا معه وكأنه ليس إنسانًا، على حدّ تعبيرها.
وأضافت أن ابنها نقل لاحقًا إلى مركز احتجاز القاصرين، ثم إلى سجن الرملة، موضحة أن ظروف الاعتقال “قاسية إلى درجة لا تحتمل”، خصوصًا بعد 7 أكتوبر، حيث شددت ظروف الاحتجاز للقضايا الأمنية.
وتابعت:"ابني تعرّض للضرب على رأسه، ولا يحصل على ملابس أو طعام مناسب. دخل إلى قاعة المحكمة اليوم وهو بوزن لا يتجاوز 30 إلى 35 كيلوغرامًا، يرتدي قميصين قصيري الأكمام، وعضلاته بارزة من شدة النحافة ينام على الأرض ويعاني من البرد".
وأكدت أنّ الفتى لا يستطيع التواصل مع الغرباء أو تحمل الاختلاط، ما يجعل بقائه في السجن “تعذيبًا مستمرًا”.
وختمت:"نأمل أن يتم إطلاق سراحه قريبًا. الدعم الشعبي عند المحكمة اليوم كان مؤثرًا جدًا".
المحامي أمير بدران: "قضية الفتى مسألة حياة أو موت واحتجازه مخالف للقانون والمنطق والضمير".
من جهته، قال المحامي أمير بدران، عضو بلدية يافا تل أبيب ومرافق العائلة، في حديث للراديو عقب انتهاء الجلسة:“وجود ه في المعتقل مخالف للقانون والإنسانية. نحن نتحدث عن طفل على طيف التوحد بنسبة عجز تتجاوز 100% بحسب اعتراف الدولة نفسها.”
وأوضح بدران أن الفتى لا يستطيع القيام بأبسط احتياجاته اليومية دون مرافقة، ولا يخرج من المنزل وحده، مؤكدًا:"لو كان هذا الطفل يهوديًا، لما كان أحد يفكر باعتقاله أصلاً".
المحامي أمير بدران: لو كان يهوديًا لكان التعامل مختلفًا
المنتصف مع فرات نصار
03:46
وأشار إلى أن القاضي انتقد استمرار تمديد الاعتقال، بعد أن تبيّن له عدم جدوى هذه الإجراء، قائلاً إن القضية تتطلب حلاً بديلًا للاعتقال.
بحث عن منزل بديل للحبس المنزلي
كشف بدران أن المحكمة ستبحث في الجلسة القريبة خيار الإفراج إلى حبس منزلي في بيت آمن مع أشخاص قادرين على رعاية الفتى، داعيًا مجتمع يافا للمساعدة:"نحن نبحث عن عائلة أو منزل في منطقة يافا – تل أبيب لاستقبال الفتى تحت الإشراف. هذا عمل إنساني من الدرجة الأولى".
دعم شعبي آخذ بالاتساع
شهدت الوقفة الاحتجاجية حضور عدد كبير من الأهالي والناشطين، الذين رفعوا لافتات تطالب بضمان حقوق الأطفال القاصرين وعدم إخضاعهم لظروف تحقيق أو اعتقال لا تتناسب مع أعمارهم أو حالتهم الصحية.
وتؤكد العائلة ومحاميها أن القضية لا تتعلق فقط بفتى قاصر، بل تفتح نقاشًا واسعًا حول معايير التعامل مع القاصرين ذوي الاضطرابات التطورية في الملفات الأمنية، وضرورة احترام المعايير القانونية والإنسانية في كل المراحل.



