أعلنت بلدية الناصرة عن بدء إضراب شامل ابتداءً من الساعة الحادية عشرة صباح اليوم، احتجاجًا على عدم صرف رواتب الموظفين والعاملين في البلدية ومؤسساتها المختلفة. وأكدت مصادر في البلدية أن قرار الإضراب جاء بعد فشل المحاولات المتكررة لحل الأزمة المالية التي تعاني منها البلدية، وتأخير الرواتب لعدة أشهر، ما فاقم معاناة الموظفين وأثّر سلبًا على أوضاعهم المعيشية.
وأكد مصدر رفيع المستوى في البلدية أن هناك استياء من تعامل المؤسسات الحكومية والوزارات، حيث ان هناك بلديات ومجالس بوضع أصعب من الناصرة ويقومون بضخ الميزانيات لهم لمساعدتهم، علمًا أنه في الناصرة الموظفين لم يلتقوا الرواتب منذ 4 أشهر.
يشار الى أن الإضراب سيشمل كافة أقسام ومؤسسات البلدية، بما في ذلك المدارس، رياض الأطفال، المراكز الثقافية والاجتماعية، بالإضافة إلى المرافق الخدمية الحيوية، ما ينذر بتعطيل كبير في تقديم الخدمات للمواطنين.
وقال مصدر في البلدية:" اضطررنا إلى اتخاذ هذا القرار الصعب بعد أن وصلت الأوضاع المالية إلى مرحلة لا يمكن الاستمرار فيها دون صرف الرواتب المستحقة للموظفين، الذين يبذلون جهودًا كبيرة لخدمة أهالي المدينة في ظل ظروف معيشية صعبة. نأسف للإزعاج الذي قد يسببه هذا القرار للمواطنين، لكن لا يمكن القبول باستمرار هذا الوضع دون حلول جذرية."
وفي السياق ذاته، أبدى عدد من العاملين في بلدية الناصرة تذمرهم الشديد من تجاهل الجهات المسؤولة لمعاناتهم، حيث قال أحد الموظفين: "نحن نذهب إلى عملنا يوميًا ولا نعلم متى سنتلقى رواتبنا. الوضع لم يعد يُحتمل، ولدينا التزامات عائلية ومعيشية لا يمكن تأجيلها."
من جانبها، دعت نقابة العمال والموظفين الحكومة ووزارة الداخلية إلى التدخل العاجل لحل الأزمة وتوفير ميزانيات عاجلة تضمن صرف الرواتب واستمرارية تقديم الخدمات للمواطنين، محذرة من أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى خطوات تصعيدية إضافية خلال الأيام المقبلة.
يُذكر أن بلدية الناصرة تمر منذ فترة بأزمة مالية خانقة، وسط مطالبات متكررة بتعزيز الميزانيات ودعم السلطات المحلية العربية لتحسين الأوضاع المعيشية وتفادي مثل هذه الأزمات.
بيان البلدية
بعد النداء العاجل الذي أطلقته إدارة بلدية الناصرة ولجنة المستخدمين في البلدية، بناءً على التشاور مع المستشار القضائي للبلدية، من أجل دفع المستحقات للمستخدمين ومقدّمي الخدمات للبلدية والمتقاعدين الذين لم يتلقوا رواتبهم ومستحقاتهم منذ ثلاثة أشهر، وعدم الاستجابة الإيجابية من قبل الجهات ذات الصلة، فقد ارتأت إدارة البلدية، مُجبرة، تنفيذ الإضراب العام الذي أُعلن عنه يوم الخميس المنصرم الموافق 9/5/2025، ودخوله حيّز التنفيذ.
وما زالت بلدية الناصرة تطالب جميع الجهات المسؤولة بالتحرّك الفوري لتسوية الأمر ومنع الأضرار التي قد تتفاقم نتيجة تنفيذ الإضراب، سواء فيما يتعلق بالخدمات المقدّمة للمواطنين أولًا، أو بحقوق العاملين والمتقاعدين ومزوّدي الخدمات للبلدية.