ذكرت وسائل إعلام بريطانية بارزة، اليوم (الأحد)، أن أجهزة الأمن الروسية كثّفت جهودها في مجال التجسس والاستعداد لتنفيذ عمليات تخريب خطيرة.
وكشف تقرير في صحيفة "صنداي تايمز" عن تحرّك روسي يهدف إلى التجسس على أصول استراتيجية وغواصات نووية تابعة لبريطانيا، في حين نشرت صحيفة "ديلي ميل" تحذيرات موجهة للجمهور للاستعداد لحالة طوارئ، خشية استهداف خطوط إمداد الطاقة ووسائل حيوية أخرى.
وأفاد تقرير مطوّل في "صنداي تايمز" عن "الحرب السرية" التي تشنّها روسيا داخل المياه الإقليمية للمملكة المتحدة، مستخدمةً تقنيات متقدمة، وأضافت أن أحد التحركات الرئيسية يتمثل في تتبع حركة أربع غواصات نووية بريطانية مزوّدة بصواريخ نووية.
ووفقًا للتقرير، قامت روسيا بنشر مجسات خاصة في البحر تهدف إلى رصد حركة الغواصات وسفن أخرى مهمة، كما تُبذل محاولات لإلحاق أضرار بمواقع بنية تحتية استراتيجية.
وأشار إلى أن البحرية البريطانية عثرت على أجهزة ووسائل مشبوهة يُعتقد أن روسيا أخفتها عمدًا بغرض جمع معلومات استخباراتية حساسة.
"الحرب في المنطقة الرمادية"
يُطلق في بريطانيا على هذا النوع من العمليات اسم "الحرب في المنطقة الرمادية"، والتي تشمل استخدام وسائل تجسس متقدمة، وتعطيل وتخريب البنية التحتية تحت سطح البحر، بما في ذلك كوابل الإنترنت، وأنابيب الطاقة، ووسائل عسكرية.
وتبيّن أن أجهزة الأمن والاستخبارات الروسية تستخدم قوارب وقوارب فاخرة يملكها أثرياء روس، لتنفيذ مهام تجسس بحرية وتحت بحرية، وتبحر أحيانًا بالقرب من سفن تابعة للجيش البريطاني.
وكشف الجيش البريطاني عن شبكة عمليات روسية مستمرة تشمل استخدام غواصات خاصة غير مأهولة ومزودة بقدرات فريدة، تستطيع "التمركز" في قاع البحر، وزرع عبوات ناسفة، أو قطع كابلات، أو التسلل إلى شبكات معلومات.
وترتبط هذه العمليات بالمخاوف المتزايدة في بريطانيا من أن تحاول روسيا تخريب وإلحاق أضرار ببنية الطاقة البريطانية، مثل منشآت طاقة الرياح وأنابيب الغاز، أو كوابل الاتصال، وهي أمور قد تؤدي إلى أضرار جسيمة، خصوصًا خلال موسم الشتاء والبرد القارس.
حقيبة طوارئ
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" عن مصادر أمنية، توجيهًا غير رسمي للمواطنين البريطانيين بإعداد "حقيبة طوارئ" تحسبًا لحالة طوارئ، وذلك على غرار تعليمات مشابهة نُشرت رسميًا في الأسابيع الماضية في فرنسا والسويد، وأيضًا من قِبل مفوضية الاتحاد الأوروبي.
وقالت المصادر إن على المواطنين أن يكونوا مستعدين لسيناريو طارئ يستدعي الاكتفاء الذاتي لمدة 72 ساعة متواصلة.
وذكرت المصادر وجود مخاوف جدية من أن روسيا قد تحاول استهداف بنية الطاقة التحتية البريطانية، وخصوصًا أنابيب الغاز، مشيرة إلى أن "الخشية من عملية تخريب روسية تصاعدت منذ أن رُصدت سفينة تجسس روسية قرب بنية تحتية بحرية حيوية تابعة لبريطانيا في بحر الشمال قبل عدة أشهر".
وبحسب التقرير، يجب أن تتضمن حقيبة الطوارئ الموصى بها للمواطنين: مياه، طعام معلب، أدوية، راديو يعمل بالبطارية، مصباح يدوي، وثائق تعريف شخصية، وسكين.