1 عرض المعرض


مستشفى أسوتا يفعّل نظام AFFERA لعلاج اضطرابات نظم القلب بتقنيات متقدمة
(تصوير: مستشفى اسوتا)
في ظل الجدل المتصاعد حول واقع التمريض في البلاد والفجوة المتزايدة بين أعداد الخرّيجين والوظائف المتاحة، تكشف منظومة العلاجات البيتية في كلاليت – لواء الشمال عن صورة أكثر عمقاً ودقّة لوضع الطواقم الطبية، لا سيما في المجتمع العربي. وفي مقابلة خاصة، يتحدّث مسؤول منظومة العلاجات البيتية في اللواء، الأستاذ عادل اكتيلات، عبر رادياو الناس، عن التحديات البنيوية التي يواجهها قطاع التمريض، وصعوبة دمج الممرضين الجدد في سوق العمل، إضافة إلى التطور الكبير في وعي العائلات العربية لأهمية تلقي العلاج داخل المنزل. كما يوضح اكتيلات الفجوة الحقيقية بين أعداد المؤهّلين في مجال التمريض وبين الوظائف المتاحة فعلياً، ويتطرق إلى أسباب الإقبال المتزايد على العلاجات البيتية، والأرقام القياسية التي سجّلتها الخدمة خلال عام 2025.
اكتيلات: الفجوة بين عدد الممرضين والوظائف المتاحة بمشافي إسرائيل تُسبب إحباطاً
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
10:49
وأكد مسؤول منظومة العلاجات البيتية في كلاليت – لواء الشمال، عادل اكتيلات، أنّ الإعلان الأخير الصادر عن وزارة الصحة بشأن وصول معدل الممرضين والممرضات إلى سبعة لكل ألف نسمة هو إنجاز مهم، لكنه لا يعكس حقيقة التوظيف الفعلي داخل الجهاز الصحي.
وقال اكتيلات: «هذا الرقم جاء نتيجة استراتيجية وضعتها وزارة الصحة قبل سنوات للاقتراب من المعدلات الأوروبية، وفتحوا لأجل ذلك كليات جديدة، ومنحاً عديدة، وحتى مسارات تعليم خارج البلاد». وأضاف أنّ الوزارة نجحت في رفع عدد خرّيجي التمريض، لكن المشكلة تكمن في عدم توفير وظائف تتناسب مع هذا الارتفاع.
وأوضح قائلاً: «وجود سبعة ممرضين لكل ألف نسمة على الورق لا يعني أن هناك وظائف تستوعب هذا العدد. الفجوة بين عدد المؤهّلين وبين عدد الوظائف كبيرة جداً، وهذا يخلق شعوراً بالإحباط لدى الشباب والصبايا».
فجوة واسعة بين التأهيل والتوظيف
وأشار اكتيلات إلى أنّ التحدّي القائم لا يقتصر على التمريض، بل يشمل معظم المهن الطبية، قائلاً: «مهمّة وزارة الصحة إعداد طواقم جاهزة، لكن مسؤولية الدولة ووزارة المالية هي فتح الوظائف المناسبة لهم. للأسف، الوظائف المتاحة لا تكفي، وخصوصاً في الشمال». وتابع: «نحن نسمع الكثير عن خريجين يبحثون عن فرص عمل ولا يجدونها رغم تأهيلهم الكامل. هذا واقع يجب التعامل معه بجدية».
وعن واقع التوظيف داخل منظومة العلاجات البيتية، أوضح أن هذه الأقسام تعتمد على ممرضين ذوي خبرة طويلة، قائلاً: «خريج التمريض الجديد يبدأ عادة في العيادات العامة ليبني خبرته، وبعدها ينتقل لأقسام أكبر كالعلاجات البيتية، لأنها تحتاج إلى مهارات عالية وقدرة على اتخاذ قرارات طبية معقّدة».
وبيّن أن قبول الممرضين لمنظومة العلاجات البيتية ليس فورياً: «هذا العمل يتطلب سنوات خبرة وتعليماً متقدماً، لأن الممرض في العلاج البيتي يعمل بشكل مستقل ويواجه حالات حساسة».
ارتفاع كبير في وعي المجتمع العربي تجاه العلاجات البيتية
وتحدّث اكتيلات عن تغيّر كبير في وعي المجتمع العربي تجاه العلاج البيتي، موضحاً: «مجتمعنا تغيّر كثيراً. أغلب البيوت العربية تضم اليوم شباباً متعلّمين في مجالات طبية وصحية، والناس باتوا يدركون أهمية تلقي العلاج في المنزل بدل الإقامة الطويلة في المستشفى».
وأضاف: «وجود المريض في المستشفى ليوم كامل من أجل علاج واحد أصبح غير منطقي، بينما يمكنه تلقي العلاج في البيت ومتابعة حياته الطبيعية».
وحول الواقع الحالي مع دخول فصل الشتاء، أكد اكتيلات وجود زيادة كبيرة في الإقبال، خصوصاً لدى كبار السن، قائلاً: «نرى ارتفاعاً في طلب الزيارات البيتية، والتطعيمات، ومتابعة الأمراض الموسمية. مجتمعنا أصبح أكثر وعياً لأهمية حماية كبار السن وتجنّب العدوى». وأضاف مؤكداً: «الشتاء في البلاد قصير لكنه قاسٍ، ولذلك يجب أن نحمي أنفسنا والآخرين. علينا أن نستمع للمتخصصين لا للشائعات».
أرقام ضخمة تكشف توسّع الخدمة الصحية المنزلية
وكشف اكتيلات عن أرقام كبيرة سجّلتها منظومة العلاجات البيتية في 2025 حتى شهر تشرين الثاني، منها: أكثر من 100 مريض يتلقون تنفساً اصطناعياً كاملاً داخل منازلهم، أكثر من 3,000 مريض تلقوا خدمات علاجية مكثّفة خلال العام، تقديم ما يزيد عن 10,000 يوم علاج منزلي، أكثر من 2,500 زيارة منزلية نفّذتها الطواقم الصحية، ومتابعة آلاف المرضى عبر أجهزة مراقبة طبية متطورة.
وقال: «هذه أرقام تفوق قدرة العديد من المستشفيات، وكلها تُقدّم داخل البيوت. هذا هو مستقبل العلاج في البلاد».
وأوضح اكتيلات أنّ نقل المريض للعلاج في المنزل يتم وفق تقييم طبّي صارم، قائلاً: «لا نرسل أي مريض إلى البيت إذا شعرنا أن وجوده في المستشفى أكثر أماناً، أو إذا لم يكن لديه دعم عائلي. سلامة الإنسان في المقام الأول».

