كشفت المربية والمستشارة التربوية رشا محاميد، في حديث لراديو الناس، عن نتائج بحث أكاديمي أجرته ضمن رسالتها للدكتوراه في موضوع الاستشارة التربوية، تناول تأثير العوامل الأسرية على استخدام العالم الرقمي لدى الطلاب في المجتمع العربي.
وقالت محاميد إن "هذا البحث يُعد من أوائل الدراسات التي تناولت العوامل الأسرية وتأثيرها على أبنائنا في ما يتعلق باستخدام الوسائل الرقمية، وقد توصلنا إلى نتائج بالغة الأهمية والخطورة".
المستشارة التربوية رشا محاميد: 90% من الطلاب في المجتمع العربي مدمنون على شبكات التواصل
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
08:43
وأضافت: "من أبرز النتائج أنّ 80% من الأسر العربية تعاني من مشاكل داخلية تجعل الأهل أقل انتباهاً ومتابعة لأولادهم، الأمر الذي يفتح المجال أمام استخدام مفرط وغير مراقب لوسائل التواصل مثل إنستغرام وسناب تشات".
وأشارت محاميد إلى أنّ البطالة تشكّل عاملاً إضافياً يزيد من حجم المشكلة، مضيفة: "البطالة لدى النساء في مجتمعنا تصل إلى نحو 64%، وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب ينشغل الوالدان بتأمين لقمة العيش، على حساب مراقبة أبنائهم في العالم الرقمي".
غالبية ساحقة تعاني من الإدمان
وتابعت: "الأخطر أنّ نحو 90% من الطلاب، سواء في المرحلة الابتدائية أو المراهقة، مدمنون بشدة على وسائل التواصل الاجتماعي من دون إدراك للمخاطر، بحيث أن بعضهم قد يتعرض للتنمر، أو يدخل في علاقات غير آمنة، فيما يؤدي تقليد المؤثرين إلى شعور بالإحباط والاكتئاب، خاصة لدى البنات اللواتي يقارنّ حياتهن بحياة وردية وهمية".
وحذّرت محاميد من أنّ هذه الظاهرة انعكست في المدارس بوضوح بعد جائحة كورونا، قائلة: "صرنا نشهد حالات اكتئاب لدى طلاب في الصفوف الابتدائية، نتيجة الإدمان على الهواتف وغياب النوم والتركيز. كما لاحظنا ازدياداً مقلقاً في محاولات الانتحار بين طلابنا".
وفي ما يخص التوصيات، شددت محاميد على ضرورة العمل التربوي المنظم. وقالت في هذا السياق: "أوصينا بضرورة عقد ورشات ودورات توعوية للأهالي لمساعدتهم على مراقبة أبنائهم، وكذلك على المعلمين والمستشارين التدخل عند ملاحظة علامات الاكتئاب أو الإدمان. كما يجب دعم الأسر التي تعاني من مشاكل اقتصادية أو خلافات عائلية، وإرشادها إلى كيفية التعامل مع أبنائها".
وختمت بالقول: "لا بد من خطوات عملية داخل المدارس لتوعية الطلاب بمخاطر التنمر الرقمي، وتوجيههم نحو استخدام صحي للتكنولوجيا. مواجهة هذه الظاهرة تتطلب عملاً جماعياً يجمع الأسرة والمدرسة والمجتمع".


