بعد انقطاع دام أكثر من عامين بين تركيا وإسرائيل، تدرس شركة الطيران التركية "توركيش إيرلاينز" استئناف رحلاتها إلى مطار بن غوريون الدولي قبل نهاية العام الحالي، في مؤشر واضح على تحسّن العلاقات الجوية بين الجانبين واستعادة النشاط في واحد من أهم مسارات الطيران الإقليمي.
المنافسة تشتعل: شركات تركية تخطط لاستئناف الرحلات إلى البلاد
المنتصف مع فرات نصار
04:07
وفي حديث خص لراديو الناس، أكد أمير عاصي – المستشار الإستراتيجي لشركة الطيران المدني الإسرائيلية "أركيع" – أن "المفاوضات بين تركيا وإسرائيل جديّة ورسمية، والخطوة باتت قريبة جدًا من التنفيذ"، مشيرًا إلى أن "عودة الرحلات التركية ستشكّل تطورًا مهمًا لعشّاق السفر والسياحة، خصوصًا من المواطنين العرب في مناطق الـ48، إذ تُعتبر تركيا لاعبًا مركزيًا في عالم الطيران، وتسيّر رحلات إلى أكثر من 340 وجهة حول العالم".
وأضاف عاصي أن القرار التركي يعكس بداية انفراج في العلاقات الجوية التي كانت قد انقطعت منذ اندلاع الحرب الأخيرة، موضحًا أن "العلاقات الجوية ترتبط بشكل مباشر بوقف القتال وبوادر الاستقرار، وهو ما يسمح بعودة تدريجية للطيران المدني".
وأشار إلى أن أول طائرة تابعة لـ"توركيش إيرلاينز" حطّت مؤخرًا في مطار "رمون" في النقب، في خطوة رمزية تؤكد استئناف التنسيق بين شركات الطيران، مضيفًا أن "هذه العودة تمثل جسرًا جديدًا بين السياحة والتجارة، وتعيد لإسرائيل موقعها كمحور طيران إقليمي بعد فترة من العزلة الجوية".
وأوضح المستشار الإستراتيجي أن العديد من رجال الأعمال والمستوردين العرب في الداخل يعتبرون تركيا وجهة مركزية ليس فقط للسياحة، بل أيضًا للتجارة، مضيفًا أن عودة الخط الجوي بين إسطنبول وتل أبيب "ستنعكس إيجابًا على حركة المسافرين والتجار، وستؤدي إلى خفض أسعار التذاكر نتيجة عودة المنافسة في سوق الطيران".
وبحسب عاصي، فقد شهد مطار بن غوريون في الأيام الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في حركة الطيران، مع مرور أكثر من 80 ألف مسافر يوميًا عبر أكثر من 500 رحلة دولية قادمة ومغادرة، بالتزامن مع موسم الأعياد اليهودية.
وفي المقابل، أشار إلى أن بعض شركات الطيران منخفضة التكلفة مثل "ريان إير" أعلنت انسحابها من موسم الشتاء الحالي بسبب خلافات تشغيلية، في حين أكدت "ويز إير" استمرار نشاطها وعرض تذاكر بأسعار منخفضة تصل إلى نحو 100 يورو لوجهات أوروبية مثل لارنكا.
واختتم عاصي حديثه بالقول:"فتح الأجواء مجددًا بين تركيا وإسرائيل يعني أن السماء عادت تبتسم للمسافرين. إنه خبر ممتاز للمستهلك، وللاقتصاد أيضًا، لأن عودة الحركة الجوية تعني عودة الحياة إلى المطارات والسياحة والتجارة معًا".

