تقرير استخباراتي: حزب الله وحماس سيواصلان تهديد أمن إسرائيل

تقرير يكشف عن المخاطر الأمنية المتوقعة لهذا العام ومنها استكرار تهديد حزب الله وحماس رغم ضعفهما ويركز على عدوانية الحوثيين

راديو الناس|
حذر تقرير تقييم التهديدات السنوي الذي تصدره وكالات الاستخبارات الأميركية من أن إيران وحزب الله وحماس سيواصلون تهديد أمن إسرائيل خلال العام المقبل، رغم الضربات التي أضعفتهم على نحو كبير.
وتتوقع الولايات المتحدة أن يظل الوضع في غزة، وكذلك الأوضاع الأمنية بين إسرائيل وحزب الله وإيران، غير مستقرة على مدى العام المقبل، وفقا لتقرير تقييم التهديدات السنوي الذي أصدره مجتمع الاستخبارات الأميركي هذا الأسبوع. ويخصص التقرير المكون من 31 صفحة أقساماً واسعة للتهديد الذي تشكله إيران والمنظمات المنضوية تحت كنفها في منطقة الشرق الأوسط خصوصا، والعالم عموما، وهذا كله يأتي إلى جانب تهديدات أخرى مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية.
وفقًا لتقييم التهديدات المتعلقة بالحرب بين إسرائيل وحماس، تعتقد الولايات المتحدة أن "حماس، حتى في حالتها الضعيفة، لا تزال تُشكل تهديدًا لأمن إسرائيل. بحيث تتمكن الحركة من الاحتفاظ بآلاف المقاتلين وبجزء كبير من بنيتها التحتية تحت الأرض في قطاع غزة. ووفقا للتقرير، تستغل حماس وقف إطلاق النار لتعزيز صفوفها وتجديد مخزونها من الذخيرة، بهدف العودة إلى القتال مستقبلًا. ويشير التقرير إلى أن حماس لديها القدرة على استئناف "أنشطة حرب العصابات منخفضة المستوى والحفاظ على مكانتها كقوة سياسية مهيمنة في قطاع غزة في المستقبل المنظور".
ويشير التقرير إلى أن "التوقعات من جميع الأطراف بشأن وقف إطلاق النار منخفضة وأن "غياب خطة عمل سياسية موثوقة ينذر بسنوات من عدم الاستقرار". ويربط التقرير بشكل مباشر بين تعامل الحكومة الإسرائيلية مع مسألة "اليوم التالي" في غزة ومستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
الأوضاع في الضفة الغربية تزيد من التعقيدات
ويشير مؤلفو التقرير إلى انخفاض في الدعم لحماس بين المدنيين في قطاع غزة، ولكن في الوقت نفسه هناك زيادة ثابتة في شعبية حماس بين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وخاصة في العلاقة مع السلطة الفلسطينية.
ورأى التقرير أن "العلاقات طويلة الأمد بين إسرائيل والفلسطينيين تعتمد أيضاً على المسار الذي تتخذه الضفة الغربية، وهي منطقة أصبحت أقل استقراراً". وأضاف أن القدرة المحدودة والمتناقصة للسلطة الفلسطينية على توفير الأمن والخدمات الأخرى في الضفة الغربية، والنشاط الإسرائيلي المستمر في الضفة الغربية، وعنف المستوطنين والفصائل الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية، إلى جانب التغييرات المحتملة في القيادة في رام الله، قد تزيد من تعقيد الوضع.
القدرة العسكرية الإيرانية في تقدّم مستمر
ويتناول التقييم الاستخباراتي السنوي التهديد الذي تشكله إيران على نطاق واسع، حيث جاء فيه أنه "خلال الصراع في غزة، شجعت إيران ومكنّت وكلاءها وشركاءها المختلفين من تنفيذ هجمات ضد القوات والمصالح الإسرائيلية، وفي بعض الأحيان أيضًا ضد المصالح الأمريكية في المنطقة". وينبع جزء من التهديد من محاولات طهران لـ"استغلال مجموعة صواريخها المتقدمة وبرنامجها النووي الموسع، وفي الوقت نفسه التواصل مع الدول الإقليمية وخصوم الولايات المتحدة لتعزيز نفوذها الإقليمي وضمان بقاء نظام الخميني".
وتتحدث تقارير الاستخبارات الأميركية عن زيادة القدرة القاتلة والدقة لأنظمة الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية، مضيفة أن طهران "تمتلك أكبر مخزونات من هذه الأنظمة في المنطقة".
وفي حين يؤكد مؤلفو التقرير على الموقف الرسمي الأميركي القائل بأن "إيران لا تعمل على تطوير أسلحة نووية"، فإنه يلاحظ أن "المرشد الأعلى آية الله خامنئي يظل صانع القرار النهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك القرار بشأن تطوير الأسلحة النووية".
وبالإضافة إلى ذلك، يشير تقييم الاستخبارات إلى أنه من المرجح أن تهدف الجمهورية الإسلامية إلى مواصلة تطوير عوامل كيميائية وبيولوجية أخرى لأغراض هجومية. ومما ورد في التقرير: "لقد درس العلماء العسكريون الإيرانيون مواد كيميائية لها مجموعة واسعة من التأثيرات، ويمكن أن تكون قاتلة أيضًا"
"وكلاء إيران" تهديد كبير لإسرائيل
ويقدر التقرير أنه على الرغم من ضعفهم، فإن من أسماهم بـ"وكلاء إيران" في إشارة لحزب الله والجهاد الإسلامي والحوثيين في اليمن وحركة حماس، لا زالوا يشكلون تهديدًا وأن المرشد الإيراني "مهتم بتجنب توريط إيران في صراع واسع ومباشر مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة". وأشار التقييم إلى دور الحوثيين والميليشيات الشيعية والعراقية وحزب الله في الحفاظ على التوترات الإقليمية.
برز الحوثيون كأكثر الأطراف عدوانية منذ تفجّر أحداث 7 أكتوبر، إذ هاجموا السفن التجارية في البحر الأحمر والمحيط الهندي، والقوات الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية. كما تواصل الميليشيات الشيعية في العراق محاولاتها لإجبار القوات الأمريكية على الانسحاب من العراق من خلال الضغط السياسي على الحكومة العراقية وشن هجمات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا وفقا للتقرير.
تجدد القتال بين حزب الله وإسرائيل يهدد لبنان
وأكد التقرير على أن تجدد القتال بين حزب الله وإسرائيل من شأنه أن يهدد استقرار لبنان الهش، وقد يؤدي تجدد القتال في لبنان إلى تفاقم التوترات الطائفية في البلاد، وتقويض قوات الأمن اللبنانية، وتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كبير. وقال التقرير "رغم ضعف حزب الله فإنه لا يزال يحتفظ بقدراته على إلحاق الضرر بإسرائيل والمصالح الأميركية، في مختلف أنحاء العالم، و(ولو بدرجة أقل) على الأراضي الأميركية".
وفيما يتعلق بالتوقعات بشأن سوريا، أشار التقرير إلى أن "سقوط نظام الأسد خلق ظروفا لعدم الاستقرار في البلاد لفترة طويلة وقد يساهم في عودة ظهور منظمات مثل داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية الإسلامية". ويشير مؤلفو التقرير إلى موقف إسرائيل وتشككها في نوايا النظام الجديد برئاسة أحمد الشرع.