يبحث قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب دول أخرى داعمة لأوكرانيا، في كيفية “تعزيز” الخطة الأمريكية المقترحة لإنهاء الحرب مع روسيا، وفق ما قاله رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر. وتأتي هذه التحركات بعد يوم من تحذير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أنّ بلاده تمرّ بـ"واحد من أصعب اللحظات في تاريخنا" تحت ضغطٍ للقبول ببنود رأت كييف سابقًا أنها تميل لمصلحة موسكو.
ضغوط أمريكية ومخاوف أوروبية
أجرى زيلينسكي محادثات هاتفية مع ستارمر والرئيسين الفرنسي والألماني، فيما قالت عواصم أوروبية إنّ المقترح الأمريكي يشكّل “لحظة خطيرة” إذا تم اعتماده. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أنّ “روسيا لا تمتلك أي حق قانوني في الحصول على تنازلات من الدولة التي غزتها”، مشددة على أن القرار النهائي يعود لأوكرانيا.
تشير التسريبات إلى أن الخطة تتضمّن بنودًا سبق أن رفضتها كييف، بينها التخلي عن مناطق شرقيّة تسيطر عليها حاليًا، وتقليص حجم الجيش، والتعهّد بعدم الانضمام إلى حلف الناتو — وهو مطلب روسي قديم.
2 عرض المعرض


الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قمة الناتو
(تصوير: البيت الأبيض)
مواقف واشنطن وموسكو
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنّ على أوكرانيا أن توافق على الخطة قبل يوم الخميس (عيد الشكر في الولايات المتحدة)، محذرًا من أنها “ستفقد مزيدًا من الأراضي خلال وقت قصير” إن لم تفعل. وأكد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أنّ “الاعتقاد بأن المزيد من الأموال أو السلاح سيؤدي إلى نصر هو مجرّد وهم”.
في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تلقّت الخطة الأمريكية وإنها “قد تكون أساسًا” للتسوية، لكنه أشار إلى أن تفاصيلها لم تُبحث بعد داخل الكرملين، مضيفًا أن روسيا مستعدة “لإبداء مرونة” لكنها قادرة أيضًا على مواصلة القتال.
موقف كييف في ظل تقدّم روسي بطيء
في خطاب أمام مكتبه الرئاسي، قال زيلينسكي إن بلاده تتعرض لضغوط “لإضعافها وتقسيمها”، لكنه شدد على العمل بهدوء مع واشنطن والشركاء لطرح “بدائل” للمقترح الأمريكي. واعترف بأنّ أوكرانيا قد تواجه “خيارًا صعبًا جدًا: إما خسارة كرامتنا أو المخاطرة بخسارة شريك أساسي”.
وتواصل روسيا تحقيق تقدّم بطيء على طول الجبهة رغم الخسائر، فيما تعتمد كييف على الدعم العسكري والاستخباراتي الأمريكي منذ بدء الغزو في 2022.
ما الذي تتضمّنه المسوّدة المسرّبة؟
تشير التقارير إلى أن الخطة تدعو لانسحاب القوات الأوكرانية من الجزء الذي تسيطر عليه في دونيتسك، ومنح روسيا سيطرة فعلية على دونيتسك ولوغانسك، إلى جانب الاعتراف بالأمر الواقع في شبه جزيرة القرم. كما تتضمن “توقعًا” بعدم توسع الناتو، وعدم غزو روسيا لدول مجاورة مستقبلًا، إضافة إلى دمج موسكو مجددًا في الاقتصاد العالمي وعودتها المحتملة إلى مجموعة السبع.


