في تصاعد دراماتيكي ثم تراجع حذر، شهدت العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك تحولاً جذريًا من الدعم المتبادل إلى اتهامات متبادلة وتهديدات اقتصادية، قبل أن تلوح بوادر تهدئة جزئية.
خلاف علني وتصعيد شخصي
بدأ السجال عندما انتقد ماسك مشروع الميزانية الضخم الذي يروّج له ترامب، واصفًا إياه بأنه "مشروع ضخم ومقزز". الرئيس الأميركي رد بالقول إنه "خاب أمله كثيرًا" من تصريحات ماسك، ملمحًا إلى إمكانية سحب العقود الحكومية من شركاته. ماسك لم يتأخر في الرد، مشيرًا إلى أن ترامب "كان سيخسر الانتخابات بدونه"، بل ودعا إلى عزله وتعيين نائبه جي دي فانس مكانه.
اتهامات وتهديدات متبادلة
بدأ التوتر حين هاجم ماسك مشروع الميزانية الذي يروّج له ترامب، واصفًا إيّاه بأنه "فظيع ومقزّز"، معتبراً أنه يفاقم العجز الفيدرالي ويخدم لوبيات النفط على حساب الطاقة النظيفة. ترامب ردّ عبر منصّة Truth Social مهاجمًا ماسك بشكل شخصي، ومهددًا بوقف العقود الحكومية مع شركاته. في المقابل، لم يتأخر ماسك في التصعيد، فاتهم ترامب بـ"ناكر الجميل" وألمح إلى تورطه في فضيحة جيفري إبستين، مؤكدًا أن اسمه وارد في الملفات غير المنشورة للقضية.
تهدئة حذرة ودعوات للمصالحة
في ظل تصاعد التوتر، دخل مساعدو ترامب على خط الأزمة لمحاولة احتواء الخلاف، وتم تحديد موعد لاتصال هاتفي بين الطرفين. كما كتب ماسك ردًا على تغريدة للمستثمر بيل أكمين دعا فيها إلى التهدئة: "أنت لست مخطئًا"، في إشارة إلى إمكانية التراجع عن التصعيد.
محاولات وساطة وردود سياسية
عدد من النواب الجمهوريين أعربوا عن قلقهم من تبعات هذا السجال على وحدة الحزب. كما اقترح النائب وارن ديفيدسون عقد لقاء عشاء يجمع ترامب، ماسك، ونواب بارزين لتسوية الخلاف. في المقابل، وصف نائب جمهوري ماسك بأنه "فقد صوابه" وطالبه بالتوقف عن الهجوم.
من الحلف إلى القطيعة
يُذكر أن ماسك كان من أبرز داعمي ترامب خلال حملة 2024، وتبرع بأكثر من 250 مليون دولار، وشغل لاحقًا منصبًا وزاريًا رمزيًا في إدارة "وزارة الكفاءة الحكومية". لكنه لاحقًا نشر استطلاعًا عبر منصته X حول تأسيس حزب سياسي جديد "يمثل 80% من الأميركيين"، ما عُدّ مؤشرًا على قطيعة كاملة مع الخط الجمهوري.