كشف دبلوماسيون أوروبيون رفيعو المستوى أن رفض إسرائيل السماح بإدخال عناصر من السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة يشكّل العقبة الأساسية أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة السلام التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال دبلوماسي أوروبي بارز مطّلع على تفاصيل المفاوضات إن “لا تقدم يُذكر في القضية الحاسمة المتعلقة بنزع سلاح حركة حماس: من سينفّذ ذلك ومتى سيتم؟”، مضيفًا أن الدول المستعدة لإرسال قوات إلى غزة ضمن إطار قوة الاستقرار الدولية (ISF)—التي صادقت عليها الأمم المتحدة ولم تُنشأ فعليًا بعد—تعتبر تحديد آلية نزع السلاح “شرطًا مسبقًا” لأي مشاركة ميدانية.
وبحسب الدبلوماسي، تستغل حماس هذا الجمود لتعزيز وجودها في المناطق الواسعة التي لا تزال تحت سيطرتها في القطاع. وأوضح أن الحركة “أبدت استعدادًا مبدئيًا” لمناقشة نزع السلاح، لكنها في الواقع ترفض تسليم أسلحتها، مضيفًا:“حماس تستفيد من التعطيل ومن غياب أي تقدم لإعادة بناء نفسها على الأرض.”
قلق أوروبي من غياب الدور الفلسطيني بعد الحرب
وأشار الدبلوماسيون إلى أن المجتمع الدولي يواجه سؤالًا جوهريًا:ما هو الدور الفلسطيني في “اليوم التالي”؟
وأكدوا أن جميع الدول الأوروبية ترى أن للسلطة الفلسطينية دورًا أساسيًا يجب أن تقوم به في المرحلة المقبلة، مع الإقرار بضرورة استمرار الإصلاحات داخلها.
وأضاف مصدر أوروبي:“الرفض الإسرائيلي المطلق لأي دور للسلطة الفلسطينية يمثل مشكلة كبيرة… ولا يمكن صياغته بطريقة ألطف.”
مخاوف كبيرة من شتاء قاسٍ
وعلى الرغم من جمود المسار السياسي والأمني، أشار الدبلوماسيون إلى وجود تقدم ملموس في الجانب الإنساني، سواء في عدد الشاحنات، أو نوعية المواد التي تدخل إلى غزة. إلا أنهم حذّروا من غياب الاستعداد لموسم الشتاء، في ظل تقارير عن فيضانات في مخيمات النازحين خلال الأمطار الأولى.
كما أشاروا إلى أن واحدة من أكثر العقبات تعقيدًا هي قائمة المواد مزدوجة الاستخدام، حيث تمنع إسرائيل دخول العديد من السلع الحيوية بحجة إمكانية استغلالها عسكريًا، بينما—وفق قولهم—تبدو اللائحة التجارية أقل تقييدًا من القائمة المفروضة على المنظمات الإنسانية.
توتّر داخل المقر الأميركي–الدولي في كريات غات
وتحدّث دبلوماسيون أوروبيون عن توترات داخل مقر التنسيق الأميركي–الدولي (CMCC) المسؤول عن الإشراف على المساعدات لغزة، مشيرين إلى تساؤلات حول حدود صلاحيات الجنرال الأميركي باتريك فرانك، مقابل نفوذ المسؤولين المتصلين مباشرة بالبيت الأبيض.
وقال أحدهم:“أحيانًا نشعر أن من في المقر ليسوا هم من يتخذون القرارات الحقيقية.”
كما أشاروا إلى أن “الأمور السهلة” تم إنجازها—مثل زيادة الشاحنات وفتح معابر إضافية—لكن “الملفات الصعبة تبدأ الآن”، وعلى رأسها:
ترتيب آليات نزع السلاح
تحديد دور السلطة الفلسطينية
إنشاء أجهزة أمنية بديلة
تدريب قوات فلسطينية جديدة بالتعاون مع الأردن ومصر
وأضافوا: “من دون رغبة إسرائيلية—لا يمكن إحراز تقدم.”
الدور التركي… وحدود المقبول إسرائيليًا
وحول احتمالات مشاركة تركيا في إعادة إعمار غزة، قال الدبلوماسيون إن واشنطن ترغب بإشراكها، لكن من غير المتوقع أن توافق إسرائيل على وجود قوات تركية مسلحة داخل القطاع، بسبب استضافة أنقرة لقيادات من حماس.
الولايات المتحدة: فرصة تاريخية لتحقيق سلام مستدام
من جهته، أعلن القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) أن مقر التنسيق الدولي اتّسع ليشمل 50 دولة ومنظمة، واعتبر قائد القيادة المركزية الأميرال براد كوبر أن هذه “فرصة تاريخية لتحقيق سلام مستدام في الشرق الأوسط”.
وكشف البيان الأميركي أن المقر ساهم خلال الأسابيع الخمسة الماضية في:
إدخال أكثر من 24,000 شاحنة مساعدات وسلع تجارية
إصلاح كابل ألياف ضوئية رئيسي أعاد الإنترنت إلى القطاع
إجلاء أكثر من 1,500 مدني من حاملي الجنسيات المزدوجة أو المحتاجين للعلاج
العمل على إدخال مساعدات شتوية وإزالة الذخائر غير المنفجرة على المسارات اللوجستية
وقال السفير الأميركي ستيفن فيغن، الذي يقود المقر إلى جانب الجنرال فرانك:
“من خلال جمع الجهود العسكرية والمدنية لـ50 دولة، نخلق نموذجًا فريدًا لضمان نجاح المهمة الإنسانية.”
First published: 21:18, 29.11.25




