خريطة رقمية جديدة تكشف شبكة الطرق الرومانية التي غيّرت وجه العالم

تشمل الخريطة أكثر من مئة ألف كيلومتر من المسارات التي تم تحديدها حديثًا، وتعرض نحو ثلاثمئة ألف كيلومتر من الطرق التي استخدمها الرومان في ذروة قوتهم، نحو عام 150 ميلادي 

1 عرض المعرض
مدرج روماني في روما
مدرج روماني في روما
مدرج روماني في مدينة روما
(ويكبيديا)
كشفت خريطة تفاعلية جديدة عن آلاف الطرق المنسية التي رُسمت قبل نحو ألفي عام، لتتيح للمستخدمين جولة افتراضية عبر شبكة الطرق التي ربطت أرجاء الإمبراطورية الرومانية في أوجها.
وأعلن باحثون من جامعتي برشلونة وأورهوس الدنماركية عن تطوير أداة رقمية جديدة تحمل اسم Itiner-e، تتيح استكشاف شبكة المواصلات الرومانية الكبرى استنادًا إلى بيانات أثرية وصور أقمار صناعية ومصادر تاريخية متعددة، وفقًا لتقرير شبكة CNN.
وتشمل الخريطة أكثر من مئة ألف كيلومتر من المسارات التي تم تحديدها حديثًا، وتعرض نحو ثلاثمئة ألف كيلومتر من الطرق التي استخدمها الرومان في ذروة قوتهم، نحو عام 150 ميلادي.
وقال د. باو دي سوتو، أستاذ في الجامعة المستقلة ببرشلونة وأحد معدّي الدراسة، إن المشروع يمثل أكبر قاعدة بيانات أُنشئت حتى الآن عن الطرق الرومانية، موضحًا أن "الإمبراطورية الرومانية كانت أول كيان سياسي واقتصادي قاري في التاريخ، وشبكة طرقها غيّرت مفهوم النقل في العالم".
كل الطرق تؤدي إلى روما
وتُظهر الخريطة كيف كان سكان الإمبراطورية ينتقلون بين المدن والأقاليم باستخدام الجمال والعربات والخيول، أو سيرًا على الأقدام، وفق نوعية الطرق التي تراوحت بين ممهدة بالحجارة في المناطق الحضرية وخشنة في الأطراف. وعلّقت الباحثة الدكتورة كاثرين فلتشر من جامعة مانشستر بأن "القاعدة الجديدة توفر رؤية أكثر شمولًا لشبكة الطرق القديمة، وتذكّرنا بمدى جهلنا حتى اليوم بتفاصيلها رغم المقولة الشهيرة: كل الطرق تؤدي إلى روما".
وتطلبت عملية بناء الخريطة مطابقة دقيقة بين أدلة أثرية وصور جوية قديمة وبيانات أقمار صناعية، ما أتاح اكتشاف طرق اندثرت تحت مدن حديثة أو خزانات مياه. وأوضح الباحثون أن العمل أشبه بـ"لعبة ضخمة لوصل النقاط"، تعتمد على الصبر والتتبع الدقيق. ومع ذلك، أكدوا أن المعرفة ما زالت جزئية: 2.7% فقط من الطرق محددة بدقة، وقرابة 90% تستند إلى تقديرات، فيما يُعتبر 7% منها افتراضيًا بالكامل.
ويتيح المشروع حساب زمن الرحلات بين المدن وتحليل حركة البشر والبضائع وحتى الأمراض في أنحاء الإمبراطورية. ويأمل القائمون عليه أن يجذب اهتمام الباحثين والجمهور على حد سواء، من الكتّاب والمبدعين إلى عشاق السفر والتاريخ، على أن يُضاف إليه مستقبلًا مسارات بحرية ونهرية. وقال دي سوتو إن "هذه الخريطة تفتح نافذة لفهم كيف تطورت الحضارة الرومانية وانتشرت الثقافة والمعرفة والأفكار في العالم القديم".