في ظل الحديث المستمر حول قرار وزارة التربية والتعليم بمنع استخدام الهواتف الذكية داخل المدارس، انضم إلينا على راديو الناس الدكتور عبدالله خطيب، مدير المعارف العربية سابقًا، للحديث عن أهمية هذا القرار وتأثيره على الطلاب والمجتمع التعليمي.
وقررت وزارة التربية والتعليم حظر استخدام الهواتف المحمولة داخل المدارس ابتداء من فبراير/شباط القادم، وذلك في أعقاب الأبحاث التي أظهرت تأثير الهواتف على رفاهية الطلاب والعلاقات الاجتماعية داخل المدرسة ، عدا عن زيادة التشتت وصعوبات الانتباه.
في بداية اللقاء على راديو الناس، أوضح الدكتور خطيب أن القرار لا يمنع إدخال الهاتف إلى المدرسة، بل يمنع استخدامه داخل الصفوف الدراسية، موضحًا: "القرار هو بمنع استخدام الهواتف داخل المدرسة بشكل قاطع، مع السماح بوجودها في الحقيبة أو مكان مخصص، وهذا يمنع التشتت ويعزز دور المدرسة كمكان للتفاعل الإنساني المباشر."
د. عبدالله خطيب: قرار منع استخدام الهواتف في المدارس خطوة تربوية نحو تحسين المناخ التعليمي
المنتصف مع فرات نصار
03:48
وأكد أن هذا القرار يأتي استجابة للزيادة الكبيرة في اعتماد الأطفال على الهواتف الذكية، وكذلك لحماية الطلاب من الانكشاف على محتويات غير مناسبة لأعمارهم. وأضاف: "الأبحاث العالمية تشير إلى أن تقليل استخدام الهواتف داخل المدرسة يرتبط بتحسن المناخ المدرسي، وهذا ما شاهدناه في دول رائدة مثل فرنسا وهولندا وكندا."
وأوضح الدكتور خطيب أن العديد من الدول الأوروبية طبقت سياسات صارمة تمنع الهاتف خلال اليوم الدراسي، مع استثناءات محدودة للحالات الطارئة أو للدروس العملية، مشيرًا إلى آلية تطبيق القرار في المدارس: "الطالب يسلم هاتفه عند الدخول إلى المدرسة ويستلمه عند الخروج، وفي حالات الطوارئ يمكنه استخدام هاتف المدرسة أو التواصل مع المعلم أو أهله."
وحول الجدل الدائر حول تطبيق هذا القرار في المرحلة الإعدادية والثانوية، قال الدكتور خطيب: "الوضع في هذه المراحل أكثر تعقيدًا، إذ يستخدم الطلاب الهواتف لأغراض تعليمية وشخصية. لذلك، يجب أن يكون هناك ضبط متوازن لا يمنع الهاتف بالكامل، بل ينظّم استخدامه بشكل مسؤول داخل بيئة تعليمية داعمة."
وأشار إلى أهمية مراعاة النضج العقلي للطلاب واحتياجاتهم عند وضع السياسات، وقال: "المشكلة الأساسية هي انكشاف الطلاب في سن مبكرة على محتويات غير ملائمة قد تسبب أذى نفسيًا، لذلك يجب أن يكون الاستخدام مسؤولًا ومدروسًا."
وفي ختام اللقاء، أكد الدكتور خطيب أن القرار الذي اتخذته الوزارة خطوة صحيحة نحو تعزيز التركيز والانضباط داخل المدارس، مع ضرورة تطوير السياسات لتتلاءم مع مختلف مراحل التعليم.


