مصرع عامل من القدس جراء سقوط جسم ثقيل عليه | عياشي : 42 ضحية منذ بداية العام

أوضح عبد الله عياشي، مراقب أمان وسلامة في أماكن العمل، أن معطيات جمعية "كاف لعوڤيد" تشير إلى وقوع 393 إصابة في أماكن العمل منذ بداية عام 2025، بينها 42 حالة وفاة – كان آخرها مصرع عويسات صباح اليوم

1 عرض المعرض
مصرع عامل في القدس
مصرع عامل في القدس
مصرع عامل في القدس
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
لقي الشاب نور عبد عويسات (نحو 40 عامًا) من القدس مصرعه صباح اليوم (الثلاثاء)، جراء تعرضه لإصابة قاتلة خلال عمله في مصنع بمنطقة "ميشور أدوميم" الصناعية، شرق المدينة. وأفادت نجمة داوود الحمراء أنها تلقت بلاغًا في الساعة 07:47 صباحًا عن سقوط جسم ثقيل على عامل داخل المصنع. وقد وصلت طواقم الإسعاف إلى المكان ووجدت العامل فاقدًا للوعي، عالقًا وتحت جسم ثقيل، وتم لاحقًا إعلان وفاته في الموقع.
ويُشار إلى أن هذا الحادث يأتي ضمن سلسلة متواصلة من حوادث العمل الخطيرة، التي تشهد ارتفاعًا مقلقًا، خاصة في صفوف العمّال العرب في قطاع البناء والصناعة.
عياشي: "42 ضحية منذ بداية العام ولا مؤشرات على التغيير"
غرفة الاخبار مع عفاف شيني
08:47
وفي اليوم الأخير فقط، أُصيب عاملان بجراح خطيرة في حادثي عمل منفصلين وقعا في بلدتي الرينة والزرازير، داخل مواقع بناء.
أكثر من 40 حالة وفاة منذ بداية العام وفي حديث مع راديو الناس، أوضح عبد الله عياشي، مراقب أمان وسلامة في أماكن العمل بمعهد SafePoint، أن معطيات جمعية "كاف لعوڤيد" تشير إلى وقوع 393 إصابة في أماكن العمل منذ بداية عام 2025، بينها 42 حالة وفاة – كان آخرها مصرع عويسات صباح اليوم. وأضاف عياشي أن حوادث العمل لا تشهد أي تراجع فعلي مقارنة بالسنوات السابقة، رغم المطالبات المتكررة بفرض إجراءات سلامة صارمة في الورش والمصانع.
أسباب متكررة وغياب الرقابة
وأشار عياشي إلى أن الأسباب الأكثر شيوعًا للحوادث هي:
- سقوط من ارتفاع - سقوط أجسام ثقيلة - تماسات كهربائية - انهيارات ترابية في أعمال الحفر وحمّل المسؤولية لعدة أطراف: المقاولين، وزارة العمل، وأصحاب المنشآت، إضافة إلى غياب كافٍ للمراقبين، خاصة في المناطق الصناعية التي تقع بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مثل "ميشور أدوميم".
بين الإهمال والخوف على لقمة العيش وأكد عياشي أن بعض العمّال، وخاصة الشباب، لا يلتزمون بإجراءات الحماية، إما لعدم توفرها أو بدافع الخوف من فقدان العمل. وقال:"العامل يرفض أحيانًا ارتداء حزام الأمان لأنه يشعر أنه يقيّده ويبطئ عمله، بينما لا يفرض عليه المشرفون الالتزام بإجراءات السلامة." ودعا إلى تعزيز التوعية والتدريب في مواقع العمل، والتأكّد من صلاحية المعدّات التي تُستخدم يوميًا، مشيرًا إلى أن "الخُوذ، الأحزمة، السلالم، وكل أدوات الوقاية تحتاج لفحوصات دورية ومراقبة جدية".
إلى متى يستمر النزيف؟ ورغم مناقشات متكررة في الكنيست ولجان العمل، يقول عياشي إن لا تحرّكًا جديًا يحدث إلا عندما يتوقف العمل كليًا أو تقع كوارث كبرى، مؤكدًا:"نحن بحاجة إلى وزارة تتحمّل المسؤولية وترتقي لمستوى المعايير الأوروبية في السلامة المهنية." تبقى قضية حوادث العمل واحدة من القضايا المؤلمة والمهمّشة، رغم استمرار ارتفاع أعداد الضحايا، خاصة من أبناء المجتمع العربي، في ظل صمت رسمي وتقاعس مؤسساتي عن معالجة جذرية لهذه المأساة المستمرة.