تراجعت حدة الاشتباكات في محافظتي اللاذقية وطرطوس غربي سورية خلال الساعات الأخيرة، بعد يومين من المعارك العنيفة بين مجموعات مسلحة موالية للنظام السابق وقوات الجيش السوري. وأفادت مصادر أمنية أن هجوماً مسلحاً استهدف مشفى ابن سينا ومرفأ اللاذقية فجر اليوم السبت، لكنّه انتهى باعتقال عدد من المهاجمين، فيما شهدت المدينة هدوءاً نسبياً وانتشاراً مكثفاً لدوريات الأمن العام.
حملات أمنية واستعادة ممتلكات
قال مسؤول في إدارة الأمن العام السوري، السبت، إن "حالة الفوضى الناتجة عن تحركات فلول النظام السابق أدت إلى تفشي عمليات السرقة في عدة مناطق بالساحل السوري"، مضيفاً أن قوات الأمن العام انتشرت لضبط الأمن في اللاذقية وطرطوس وجبلة، وتمكنت من استعادة كميات كبيرة من المسروقات واعتقال العديد من المتورطين.
وأشار المسؤول إلى أن عدداً من المسلحين الموالين للنظام السابق سلّموا أنفسهم لقوات الأمن في مدينة جبلة، حيث اندلعت اشتباكات قبل وصول تعزيزات أمنية فرضت السيطرة على المنطقة. وتشهد المدينة أزمة حادة في المياه والكهرباء وسط دعوات عاجلة لتقديم المساعدات الإنسانية للسكان.
تصعيد أمني وإغلاق الطرق
وفي سياق متصل، شهد طريق جبلة - اللاذقية اشتباكات متقطعة، فيما بدأت الأجهزة الأمنية بإغلاق الطرق المؤدية إلى الساحل السوري وإعادة الأشخاص غير المكلفين بمهام عسكرية. ونقلت وكالة "سانا" عن مصدر في وزارة الداخلية أن "اغتيال عدد من عناصر الشرطة دفع حشوداً غير منظمة للتوجه نحو الساحل، ما أدى إلى بعض الانتهاكات الفردية"، مؤكداً أن الوزارة تعمل على "ضبط هذه التجاوزات".
وفي محافظة طرطوس، هاجم مسلحون موالون للنظام السابق رتلاً عسكرياً على طريق طرطوس - حمص، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بينما شهد ريف بانياس اشتباكات متقطعة. وأكد مصدر أمني لـ"العربي الجديد" أن الجيش بدأ مرحلة جديدة في ملاحقة "فلول النظام السابق"، مشيراً إلى مقتل ست مجموعات تابعة لمليشيا "درع الساحل 313" في جبال الساحل.
توثيق انتهاكات وإجراءات حكومية
وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط أكثر من 100 عنصر من قوات الأمن الداخلي في هجمات مسلحة بمحافظتي اللاذقية وطرطوس، بين 6 و7 مارس/ آذار، إلى جانب مقتل 15 مدنياً نتيجة استهداف مركباتهم على أطراف مدينة جبلة. كما سجلت مقتل نحو 125 مدنياً خلال حملة أمنية مشتركة شملت مداهمات وإطلاق نار مباشر في ريف اللاذقية وطرطوس وحماة.
وفي تطور جديد، أعلنت وزارة الدفاع السورية عن تشكيل لجنة طارئة لرصد المخالفات وإحالة المتورطين إلى المحكمة العسكرية، فيما أكدت إدارة الأمن العام اعتقال مجموعة مسلحة تابعة للقوى الشعبية لمخالفتها التعليمات وارتكاب انتهاكات بحق مدنيين، كما أعلنت عن إرسال أرتال أمنية لحماية الأهالي في ريف اللاذقية.