أثار قرار جديد للجنة الاستشارية للقاحات في "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" (CDC) في الولايات المتحدة موجة من الانتقادات الحادة، بعد تصويتها لصالح إلغاء التوصية العامة بإعطاء لقاح التهاب الكبد B لكل مولود جديد، وهو ما يُعد تغيّرًا كبيرًا في سياسة التلقيح المتبعة منذ أكثر من ثلاثة عقود.
تغيير السياسة.. وردود فعل غاضبة من الأطباء
منذ عام 1991، كانت السلطات الصحية الأمريكية توصي بإعطاء لقاح التهاب الكبد B لكل رضيع خلال أول 24 ساعة بعد الولادة، ما أدى إلى انخفاض كبير في عدد الإصابات من نحو 18 ألف حالة سنويًا إلى أقل من 20 فقط بين الأطفال. إلا أن اللجنة الجديدة أوصت بأن يكون القرار مشتركًا بين الأطباء والأهل، وخاصة للأمهات اللواتي ثبت خلوّهن من الفيروس، ويمكن تأجيل اللقاح لما بعد عمر الشهرين.
عدد من أعضاء اللجنة الذين عُيّنوا هذا العام من قبل وزير الصحة الأمريكي الجديد، روبرت كينيدي جونيور – المعروف بمواقفه المعارضة للقاحات – صوّتوا لصالح التعديل، ما أثار قلقًا من أن تكون دوافع القرار سياسية أكثر منها علمية. وقد وصف أطباء هذا القرار بأنه "مؤذٍ" و"خطير"، لأنه قد يؤدي إلى عودة انتشار المرض بين الأطفال.
ما هو التهاب الكبد B ولماذا يشكل خطرًا على الأطفال؟
التهاب الكبد B هو مرض فيروسي شديد العدوى يُصيب الكبد، ويمكن أن ينتقل من الأم إلى الطفل أثناء الولادة، كما ينتقل عبر الدم أو سوائل الجسم أو حتى الخدوش والعضّ أثناء لعب الأطفال.
بينما يستطيع أغلب البالغين التخلص من الفيروس، فإن الأطفال المصابين، وخاصة الرضع، معرضون بنسبة تصل إلى 90% لتطور مرض مزمن، وقد يؤدي لاحقًا إلى تليّف الكبد أو السرطان أو الوفاة المبكرة.
مخاوف من ارتباك وتضليل الأهل
رغم أن اللقاح سيظل متاحًا ومجانيًا، إلا أن أطباء بارزين حذّروا من أن هذا التغيير سيبثّ الشك بين الأهل والأطباء، ما قد يؤدي إلى قرارات طبية خاطئة أو تأخير في التحصين. وأكدت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وجمعيات الأمراض المعدية أن اللقاح آمن وفعال، ولا يوجد أي دليل علمي جديد يبرر التغيير.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعم القرار، ووجّه بإعادة تقييم جدول اللقاحات المعتمد في الولايات المتحدة، معتبرًا أن البلاد بحاجة لجدول "أبسط وعقلاني أكثر".


