1 عرض المعرض


صورة سابقة لمحور فيلدلفيا وفيه تظهر الحدود مع مصر ونقطة مراقبة مصرية
(Oren Cohen/Flash90)
كشفت تقارير إعلامية عن توتر متصاعد بين مصر وإسرائيل على خلفية تعثر المفاوضات الخاصة بصفقة التبادل ووقف إطلاق النار. وبحسب مصادر دبلوماسية، عبّر مسؤولون مصريون رفيعو المستوى، مساء أمس الثلاثاء، عن "خيبة أمل وإحباط وغضب" من طريقة تعامل إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو مع المقترحات المطروحة.
المصادر أوضحت أن حركة حماس أبدت موافقة على نحو 98% من مطالب نتنياهو، بعد ضغوط كبيرة مارستها القاهرة، غير أن إسرائيل – وفق تعبير الوسطاء – لم تقدّم ردًا رسميًا منذ أكثر من ثمانية أيام، واكتفت بتسريبات إعلامية تشير إلى تغييرات جديدة في مطالبها. وقال مسؤولون مصريون لنظرائهم الإسرائيليين: "هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق يتيح إطلاق سراح ما لا يقل عن عشرة مختطفين أحياء، لكن إسرائيل تدير ظهرها".
وفي هذا السياق، زار أمس وفد من جهاز المخابرات المصري تل أبيب في محاولة لفهم الموقف الإسرائيلي من الصفقة والتهدئة. وفي الدوحة، وجّهت وزارة الخارجية القطرية انتقادًا مباشرًا لإسرائيل، مؤكدة أن ما وافقت عليه حماس يتطابق مع ما كانت إسرائيل قد قبلت به في وقت سابق. وجاء في بيان قطري: "على إسرائيل أن ترد على المقترح الموضوع على الطاولة، ويبدو أنها لا تريد القيام بذلك. ندعو المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل". وأضافت الدوحة أن المحادثات يمكن أن تستمر في أي مكان بالعالم برعاية قطر ومصر.
تأجيل الاتفاق إلى حين زيارة ترامب؟
من وراء الكواليس، تُثار تكهنات بأن امتناع إسرائيل وواشنطن عن إعطاء رد رسمي قد يرتبط بمحاولة منح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب – المتوقع أن يزور إسرائيل في أيلول/سبتمبر – إنجازًا سياسيًا، يتمثل في الإعلان عن تحرير مختطفين إلى جانب طرح مسار لإنهاء الحرب. ويعمل الوزير الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، على هذا المسار بالتنسيق مع المبعوث الأمريكي ستيف وايتكوف.
وفي موازاة ذلك، عقد المجلس الوزاري الأمني–السياسي الإسرائيلي مساء أمس جلسة مبكرة خُصصت لمناقشة الخطط العسكرية الرامية إلى "حسم" حركة حماس، ضمن ما يسمى عملية "مركبات جدعون ب'". ووفق تقارير عبرية، حُددت الجلسة لثلاث ساعات فقط، قبل أن يتوجه الوزراء إلى مأدبة عشاء سياسية في القدس، في يوم شهد احتجاجات واسعة داخل إسرائيل حول مصير المختطفين.
خلال الاجتماع، تطرق نتنياهو إلى تصريحات ترامب التي تحدث فيها عن وجود مختطفين في "خطر داهم"، لكنه رفض طلب بعض الوزراء من اليمين تمرير قرار يقضي باستبعاد أي صفقة جزئية. ما يعني، بحسب مراقبين، أنّ نافذة احتمال التوصل إلى اتفاق مرحلي لا تزال قائمة.