أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، عن فتح تحقيق داخلي في أعقاب تأخّر تفعيل الإنذارات في بعض المناطق خلال الهجوم الصاروخي الإيراني الليلة الماضية، حيث لم تسبق صافرات الإنذار سوى بدقائق معدودة انطلاق الصواريخ، وذلك بخلاف ما حدث في الهجمات السابقة التي فُعلت خلالها التحذيرات قبل نحو ربع ساعة من وصول القذائف.
الإنذار المبكر
وقالت مصادر أمنية إن التحقيق يركّز على أداء أنظمة الرصد والإنذار المبكر، وعلى كيفية تعامل وحدات المراقبة الجوية والاستخباراتية مع الإشارات الأولية التي سبقت الإطلاق. وأشارت إلى أن "الفجوة الزمنية القصيرة بين التحذير وسقوط الصواريخ شكّلت خطرًا على السكان، وكان من الممكن أن تنتهي بخسائر أكبر".
وأوضح الجيش في بيان أنه "رغم الكثافة النسبية للهجوم، نجحت منظومات الدفاع الجوي في اعتراض القسم الأكبر من الصواريخ والطائرات المسيّرة، إلا أن توقيت تفعيل الإنذارات يجب أن يُدرس بعمق لتفادي تأخير مماثل مستقبلًا".
انتقادات وتخوفات مستقبلية
وفي السياق ذاته، أقرّت الجبهة الداخلية بأن زمن الردّ القصير لم يُتح لسكان بعض المناطق الوقت الكافي للوصول إلى الملاجئ أو الاحتماء بشكل مناسب، ما أثار انتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة من سكان تل أبيب ومنطقة المركز، الذين قالوا إنهم "سُمعوا دوي الانفجارات قبل تفعيل الصفارات أو فورًا بعدها".
يُشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تُطرح فيها تساؤلات حول جهوزية منظومة الإنذار، لكنها تُعدّ الأولى منذ بدء جولة التصعيد الأخيرة مع إيران التي تشهد هجمات متبادلة مباشرة وغير مسبوقة. ويرى محللون أن هذا الخلل، إن ثبت، قد يدفع الجيش لتعديل بروتوكولات الرصد والإنذار وتحديث أنظمة الكشف المبكر.
ومن المتوقع أن تُنشر نتائج التحقيق الأولي خلال الأيام المقبلة، على أن تُعرض التوصيات أمام رئيس الأركان وقيادة الجبهة الداخلية لاتخاذ القرارات المناسبة.