شهدت مدينة لوس أنجلوس، فجر الأحد، موجة جديدة من التظاهرات ضد سياسة ترحيل المهاجرين التي تتبناها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما أسفر عن مواجهات عنيفة مع قوات إنفاذ القانون، واعتقال أكثر من 40 متظاهرًا، وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة الفدرالية والمسؤولين المحليين.
واندلعت الاشتباكات في عدة مناطق، أبرزها "كومبتون" و"براماونت" جنوب المدينة، حيث أضرم المحتجون النيران في مركبات وحاويات نفايات، وألقوا الحجارة والألعاب النارية باتجاه عناصر حرس الحدود. في المقابل، استخدمت القوات الفدرالية قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، وأطلقت ما يُعرف بـ"كرات الفلفل" لتفريق المتظاهرين.
وفيما وصفت السلطات الاحتجاجات بأنها "أعمال شغب ونهب"، وصفها مشاركون بأنها "رد فعل شعبي على سياسة عنصرية وقمعية". وتأتي هذه الاحتجاجات عقب تنفيذ حملات دهم واعتقال بحق أكثر من 100 مهاجر في الأيام الأخيرة، بينهم أحد قادة الاحتجاجات المحليين.
تصعيد من ترامب
الرئيس ترامب، من جانبه، صعّد لهجته ضد السلطات المحلية، وهاجم بشدة حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم وعمدة لوس أنجلوس كارين باس، قائلاً عبر منصته "تروث سوشيال": "إذا كان الحاكم والعمدة غير قادرين على أداء مهامهم، فالحكومة الفدرالية ستتدخل لحل الفوضى والنهب كما ينبغي".
وأعلن ترامب نشر نحو 2,000 جندي من الحرس الوطني في المدينة، كما أصدر تعليماته بمنع ارتداء الأقنعة خلال التظاهرات، متسائلًا: "ما الذي يخفيه هؤلاء؟ ولماذا؟"
وفي منشور لاحق، وصف نيوسوم بـ"الخسيس"، وأشاد بأداء الحرس الوطني في مواجهة ما أسماه "احتجاجات اليسار المتطرف المدفوعة الأجر". من جهته، هدد وزير الدفاع بيت هيغسث بنشر قوات المارينز إذا استمرت أعمال العنف، مؤكدًا أن وحدات منهم في حالة تأهب قصوى.
وعلى الأرض، أفادت تقارير محلية عن إصابة عدد من المتظاهرين بجروح خلال الصدامات، بينما ذكرت النيابة الفدرالية أن نحو نصف المعتقلين وُجهت إليهم تهم بعرقلة عمل القوات الأمنية.
رئيسة بلدية براماونت، بيغي ليمونز، نفت تنفيذ أي عمليات اعتقال في مدينتها، لكنها أضافت أن "المتظاهرين كانوا يردّون على تحرّكات استفزازية من جانب الوكالات الفدرالية قرب منشآت حكومية"، معتبرة أن "حالة الفوضى ليست مفاجئة في ظل هذه الإدارة".
تأتي هذه التطورات لتفتح جولة جديدة من المواجهة بين إدارة ترامب والولايات الديمقراطية، في ظل احتدام الجدل الوطني حول الهجرة، ووسط مخاوف من تصعيد أمني إضافي في الأيام المقبلة.