التقى النجم الأمريكي ويل سميث بجمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب في الإمارات، خلال جلسة حوارية بعنوان "قوة السرد القصصي". تحدث سميث عن التطور الثقافي في منطقة الشرق الأوسط، مشيداً بالإمكانات الإبداعية الكبيرة التي تتمتع بها الدول العربية.
وأشار إلى أن العالم العربي يمتلك إرثاً سردياً عريقاً يمتد لآلاف السنين، لكنه لم يُستثمر على المستوى العالمي بعد. وشارك تجربته الشخصية في تأليف سيرته الذاتية، قائلاً إن الكتابة غيرت حياته إذ ساعدته على فهم نفسه بعمق، والتفرقة بين الصورة التي كان يعتقدها عن نفسه وبين واقعه الحقيقي.
وأضاف أن عملية الكتابة ليست مجرد استرجاع للذكريات، بل أداة لفهم تأثير الأفكار والأوهام السابقة على تقييمنا للآخرين وعلاقاتنا بهم. وأكد أهمية التواصل المستمر مع الجمهور من مختلف الأعمار، مشيراً إلى ضرورة تقديم قصص تعكس تجارب مشتركة تُكتب بلغة عالمية يفهمها الجميع، وهي لغة السرد القصصي.
وأوضح أن تجربته الأدبية والسينمائية منذ الطفولة، مثل مشاهدته لفيلم "حرب النجوم"، كان لها دور حاسم في تشكيل وعيه، حيث أدرك قدرة القصص على التأثير في العقل والقلب، مشدداً على أن السرد المشترك بين الثقافات هو الوسيلة التي يتواصل بها البشر للتعبير عن مخاوفهم وطموحاتهم وإعادة صياغة تجاربهم بشكل تعليمي وعاطفي.
وأشار سميث إلى أن السعادة الحقيقية لا تكمن في المال أو الشهرة، بل في استخدام المواهب والخبرات لمساعدة الآخرين وترك أثر إيجابي في حياتهم. وقال: "الشيء الوحيد الذي يسعدني حقاً هو معرفة أن موهبتي تساعد الآخرين"، مؤكداً أن المكاسب المادية وحدها لا تكفي لإشباع الإنسان.
كما عبّر عن حبه للتفاعل الحي مع الجمهور على المسرح، معتبراً أن ذلك يمنحه شعوراً لا يُضاهى في أشكال الترفيه الأخرى التي يقدمها، وأضاف أن الموسيقى هي هوايته المفضلة والأكثر استمتاعاً بها.
وفي جانب آخر، حث سميث على الانفصال المؤقت عن وسائل التواصل الاجتماعي، مشدداً على أهمية قضاء وقت بعيداً عن هذه المنصات في الطبيعة أو بالقراءة، لأن التعرض المستمر للمحتوى غير الهادف "يسمم العقل والفكر". وبيّن أن الحكمة الحقيقية تكمن في القدرة على استهلاك المحتوى دون أن يؤثر علينا سلباً، من خلال التوقف عن المقارنات ومنح النفس مساحة حقيقية بعيداً عن الصور المزيفة والمعايير غير الواقعية.
وشهدت الجلسة حضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، التي قدمت لويل سميث نسخة من كتابها الأخير "أخبروهم أنها هنا.. بحثاً عن ملكة مليحة".
يُذكر أن الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب انطلقت في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تحت شعار "بينك وبين الكتاب"، وتتميز بحضور دولي واسع يضم نحو 250 مبدعاً من 66 دولة عربية وأجنبية، يقدمون أكثر من 1200 فعالية ثقافية وإبداعية وفنية. ويجمع المعرض أكثر من 2350 دار نشر منها 1224 عربية و1126 أجنبية، تعرض ملايين الكتب والمؤلفات بمختلف لغات العالم.
كما يستضيف الحدث 58 ناشراً ومؤسسة ثقافية يونانية تقدم 600 عنوان باللغة اليونانية ولغات أخرى، إلى جانب أكثر من 70 شخصية يونانية من الأدباء والشعراء والمترجمين والرسامين والأكاديميين والموسيقيين والموسيقيين وأمناء المكتبات



