مصادر: مصر أبلغت استعدادها لإجلاء مؤقّت لنصف مليون فلسطيني

اجتماعات دبلوماسية خليجية كشفت عن تحوّل في المواقف الرسمية لمصر والأردن بشأن غزة، وسط خشية من تصعيد عسكري إقليمي يشمل إيران

راديو الناس|
3 عرض المعرض
القمة العربية في القاهرة
القمة العربية في القاهرة
القمة العربية في القاهرة
(تصوير: الخارجية القطرية)
كشفت مصادر دبلوماسية عربية لجريدة «الأخبار» اللبنانية عن تحوّل لافت في موقفي مصر والأردن حيال ملف قطاع غزة، وذلك خلال اجتماعين عُقدا في كلّ من الرياض والدوحة، شهد الأول منهما مشاركة مباشرة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وتم التداول في الاجتماعين بمخاوف من تصعيد عسكري جديد في غزة وتوسّع الحرب إلى ساحات أخرى، بما يشمل اليمن وإيران.
مشاركة خليجية غير مسبوقة في رسم ملامح المرحلة
ولي العهد السعودي أصرّ خلال اجتماع الرياض على البحث في «قرارات واقعية» لمواجهة التداعيات الإقليمية، محذرًا من آثار قد تمتد لعقود. الاجتماع شهد أيضاً حماسة واضحة من رئيس الإمارات محمد بن زايد، ومواقف مؤيدة من الكويت ومصر. وتم التوافق على أن لا بديل عن حل الدولتين، إلى جانب ضرورة تنسيق عربي-عربي وفلسطيني-فلسطيني قبل أي تحرّك مع الإدارة الأميركية.
قطر من جهتها أبدت مرونة لافتة، إذ وافقت على مقترح بإبعاد "حماس" عن القيادة في غزة من دون استبعادها كلياً، وذلك تفاديًا لأي انفجار داخلي فلسطيني، خاصة في حال دعم الأميركيين لجهات مناهضة للحركة.
3 عرض المعرض
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
(تصوير: الرئاسة المصرية)
مخاوف من مشاريع ضم وإعادة إعمار مشروطة
الحاضرون طالبوا بضمانات أميركية لوقف القضم الاستيطاني في الضفة الغربية، في ظل رفض سعودي لتولّي إدارة الأماكن المقدسة في القدس الشرقية، مع التمسك بدور الأردن. كما تم طرح مبادرة لإصلاح السلطة الفلسطينية لتشمل دورًا فاعلًا في غزة والضفة، مقابل حماية عربية لهذه المناطق من مشاريع الضم.
ملف إعادة إعمار غزة شكّل نقطة توتر، مع تأكيد وجود شروط أميركية معقّدة. وكشفت مصر عن استعدادها لتسهيل "إجلاء مؤقّت" لنحو نصف مليون فلسطيني إلى مدينة خاصة في شمال سيناء، ما أثار قلقًا أردنيًا حول تداعيات هذه الخطوة، مع إعلان استعداد عمّان لاستضافة لاجئين من الجرحى فقط ولفترة محدودة.
الخليج يقلق من تصعيد أميركي – إيراني وواشنطن تُلوّح بخيارات عسكرية
في كواليس الاجتماع، برزت خشية خليجية من تصعيد أميركي محتمل ضد إيران، يتجاوز النووي إلى استهداف منشآت نفطية وطاقة. وذكرت المصادر أن واشنطن أعلمت حلفاءها بخططها، في وقت تعهّد فيه أمير قطر بزيارة طهران لبحث الموقف الإيراني.
القيادة السعودية أُبلغت أيضاً بنيّة أميركية لشن حملة ضد اليمن، ما دفع بعقد لقاءات أمنية في الدوحة جمعت قادة عسكريين وأمنيين خليجيين ومستشارين غربيين، جرى خلالها تداول سيناريوهات للرد الإيراني، والذي قد يشمل ضرب قواعد أميركية ومرافق نفطية في الخليج.
وفي هذا السياق، أُبلغ القادة العرب بأن اجتماعاً كان مقرراً بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد أُرجئ، ليتبيّن لاحقاً أن ابن سلمان لم يحصل على ضمانات كافية قبل التوجّه إلى واشنطن، رغم تعبيره أمام القادة العرب عن ثقته في «التعامل مع ترامب»، خاصة في ظل إعلان بلاده عن نية استثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، وهو استثمار قال إنه لن يتم دون مقابل سياسي واضح.
3 عرض المعرض
ولي العهد بن سلمان في استقبال وزير الخارجية الأمريكي
ولي العهد بن سلمان في استقبال وزير الخارجية الأمريكي
ولي العهد بن سلمان في استقبال وزير الخارجية الأمريكي
(واس الأخبار الملكية)
احتمالات تصعيد واسع وتحذيرات من ردود إيرانية قاسية
الاجتماعات الأمنية في الدوحة بحثت احتمال قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربات لمصادر الطاقة الإيرانية، من خلال قواعدها العسكرية أو عبر الأجواء والمياه الإقليمية لدول الخليج. وتوقّع الحاضرون أن يشمل الرد الإيراني قواعد أميركية ومراكز نفطية في الدول الخليجية.
كما أبدى المشاركون قلقاً من توسّع المواجهة إلى جبهات أخرى، مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، خاصة في ظل مؤشرات على تنسيق أميركي – إسرائيلي لعملية عسكرية واسعة ضد طهران، وسط تطمينات أميركية اعتبرها البعض غير واقعية بشأن ضعف إيران وإمكانية إسقاط النظام عبر احتجاجات داخلية.