سجّلت شركات السفر الإسرائيلية قفزة لافتة في حجوزات الرحلات الجوية إلى الخارج خلال الأسبوع الأول من يوليو 2025، وذلك بعد أسابيع من الإغلاق الجوي الذي رافق الحرب الأخيرة مع إيران.
وبحسب معطيات شركة “Trip Guaranty”، التي تقدم خدمات تأمين على إلغاء الرحلات لأي سبب، ارتفع عدد حجوزات الطيران بنسبة 33% بين الأسبوع الأول من يونيو والأسبوع الأول من يوليو. أما فيما يخص رحلات الإجازة الصيفية لشهري يوليو وأغسطس، فقد بلغت نسبة الزيادة 93% في الحجوزات خلال تلك الفترة، مقارنة بالأسبوع الأول من يونيو. واعتُبر هذا الارتفاع استثنائيًا في السوق الإسرائيلي، الذي اعتاد على التخطيط المسبق للرحلات لتفادي ارتفاع الأسعار.
وأوضحت المديرة العامة للشركة، مور فافكين، في حديثها مع كالكاليست، أن هذه الزيادة تعود في جزء كبير منها إلى إعادة حجز الرحلات التي أُلغيت بسبب إغلاق المجال الجوي خلال العملية العسكرية مع إيران. وأشارت إلى أن الكثير من الزبائن اختاروا شراء تذاكر طيران جديدة رغم احتمالية الخسارة المالية، مستفيدين من فتح الأجواء مجددًا. كما لفتت إلى أن طبيعة السوق تغيّرت هذا الصيف، إذ بات الحجز يتم في اللحظة الأخيرة بدلًا من التخطيط المسبق، نتيجة حالة عدم اليقين الأمني.
وأضافت فافكين أن الطلب المتأخر على السفر أثّر بشكل واضح على أداء شركات الطيران الإسرائيلية، التي سجّلت ارتفاعًا بنسبة 30% في مجمل الحجوزات لديها خلال الأسبوع الأول من يوليو، مستفيدة من غياب عدد من شركات الطيران الأجنبية التي لم تعد إلى العمل بطاقتها الكاملة بعد الحرب.
وفي الأسبوع الثاني من يوليو، هدأت وتيرة النمو، حيث سُجّل ارتفاع بنسبة 11% فقط في مجمل حجوزات الطيران مقارنة بالأسبوع الثاني من يونيو، وارتفاع بنسبة 46% في الحجوزات المخصصة للعطلات الصيفية. وفي المقابل، ومع بدء عودة الشركات الأجنبية تدريجيًا إلى السوق، شهدت شركات الطيران الإسرائيلية تراجعًا بنسبة 6% في حجم الحجوزات مقارنة بالأسبوع السابق.
وأشارت فافكين إلى أن بيانات الإلغاء لدى الشركة توضح تغيّرًا في سلوك المسافرين، إذ باتت الأسباب الشخصية، المرتبطة بالوضع الاقتصادي أو النفسي، أكثر شيوعًا كمبررات لإلغاء الرحلات، مقارنة بالماضي. واعتبرت أن هذا التحول مرتبط بالوضع الأمني والمعيشي، بما في ذلك غلاء المعيشة وصعوبة التخطيط طويل الأمد.