في تقرير موسّع، سلطت وكالة بلومبرغ الأميركية الضوء على قصة نجاح تطبيق "هات" (Haat) الذي انطلق من مدينة أم الفحم، ووصفت التجربة بأنها نموذج ريادي ملهم داخل المجتمع العربي في إسرائيل. وأشارت الوكالة إلى أن التطبيق استطاع تجاوز عقبات غياب العناوين السكنية والخدمات المصرفية الرقمية، مقدّمًا حلولًا مبتكرة جعلته لاعبًا رئيسيًا في سوق التوصيل المحلي.
خريطة رقمية جديدة للمجتمع العربي
وفقًا لتقرير بلومبرغ، قامت الشركة بإنشاء خريطة رقمية دقيقة لجميع المنازل في المدن العربية التي تعمل بها في الداخل، ما مكّن سائقيها من الوصول بسهولة إلى الزبائن في مناطق كانت خارج نطاق خدمات التوصيل التقليدية.
وتشير بلومبرغ إلى أنّ كثيرًا من مستخدمي التطبيق لا يمتلكون حسابات مصرفية، ما دفع الشركة إلى تطوير نظام دفع نقدي ذكي، يتيح للسائقين تعبئة المحافظ الرقمية للعملاء نقدًا، ليتمكنوا لاحقًا من الشراء عبر الإنترنت من شركات مثل "أمازون" و"نتفليكس" و"IKEA".
توسّع واستثمار قياسي
منذ تأسيسها عام 2020، توسعت "هات" من 9 مطاعم فقط إلى أكثر من 3,000 مطعم، وتعمل اليوم مع 5,000 سائق توصيل و300 موظف. كما تجاوزت مبيعاتها الإجمالية 250 مليون دولار، وجمعت نحو 18 مليون دولار من مستثمرين بارزين في سوق التكنولوجيا الإسرائيلي، بحسب التقرير.
ونقلت بلومبرغ عن عباسي قوله إن الشركة تخطط للتوسع إلى أوروبا وإفريقيا، في دول تشترك بخصائص مشابهة مثل الاعتماد على الدفع النقدي وضعف البنية التحتية المصرفية، مشيرًا إلى ألمانيا واليونان كنموذجين محتملين.
من أم الفحم إلى العالمية
ووفق التقرير، أصبح حسن عباسي نموذجًا يُحتذى به في ريادة الأعمال العربية داخل إسرائيل وقال في حديثه لبلومبرغ: "نحن نساعد في ردم الفجوة بين الثقافات، ونؤمن بأن التنوع مصدر قوة لا تهديد."
واختتمت بلومبرغ تقريرها بالإشارة إلى أن تجربة "هات" تثبت قدرة الابتكار المحلي على تجاوز التحديات البنيوية والاجتماعية، وتحويل فكرة ناشئة من مدينة عربية في الجليل إلى مشروع ذي طموح عالمي.