شهدت بلدة دبورية في الأيام الأخيرة حالة من الغضب والاحتجاج الشعبي، عقب زيارة مفاجئة أجراها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، شارك فيها عدد من رجال الأعمال وأحد رؤساء السلطات المحلية في الشمال. الزيارة، التي لم تكن رسمية ولم يتم تنسيقها مع المجلس المحلي أو ممثلي البلدة، قوبلت برفض شديد من قبل الأهالي، الذين اعتبروها استفزازًا غير مقبول في ظل الحرب وتفشي الجريمة.
د.عبد مصالحة: الزيارة لا تمثلنا
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
05:30
في حديث لراديو الناس، قال الدكتور عبد مصالحة، أحد الناشطين والمنظمين للوقفة الاحتجاجية ضد الزيارة:"فوجئنا مساء أمس بخبر زيارة بن غفير، التي وصفناها بالمستفزّة وغير المقبولة، خصوصًا في ظل ما يحدث في غزة من مجازر وتفاقم الجريمة في المجتمع العربي. لم تكن زيارة رسمية، ولا تمثل أهالي دبورية بأي شكل من الأشكال."
وأضاف: "حتى أقارب الشخص الذي استضاف الوزير أبدوا استياءهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وشعرنا كأهالٍ بالغضب الشديد من فتح الأبواب لشخص يتبنى خطابًا عنصريًا ويحمل تاريخًا مرتبطًا بالكراهية والتحريض."
وقفة احتجاجية
مصالحة أشار إلى أن الوقفة نُظّمت رغم ضيق الوقت وفي ساعة متأخرة من الليل، لكنها عبّرت عن موقف شعبي واضح ضد زيارة بن غفير، خاصة أنه يمثل تيارًا سياسيًا معاديًا للعرب ويقف خلف سياسات هدم البيوت و"تصفير النقب" وتجاهل العنف والجريمة في الداخل الفلسطيني.
فراس بدحي: شخص لا يؤمن بالديمقراطية أو المساواة، ولا يمكن أن يكون مسؤولًا عن أمن المواطنين
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
03:46
هل سيتم فصل بن غفير من الحكومة؟
وفي سياق متصل، قدّمت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية ردًا إلى المحكمة العليا لم تستبعد فيه إمكانية عزل بن غفير من منصبه، على خلفية تجاوزه لصلاحياته وتدخله السياسي في ملفات جنائية. الرد جاء ضمن التماس قانوني يطالب بإلغاء تعيينه وعزله من وزارة الأمن القومي.
حول هذه النقطة، قال المحامي فراس بدحي، رئيس بلدية كفرقرع ، لراديو الناس:"هناك فرق جوهري بين فترات وزراء سابقين للأمن الداخلي، الذين تواصلوا مع رؤساء السلطات المحلية العربية وساهموا بخطط حكومية فعلية لمكافحة الجريمة، وبين ما نشهده اليوم من تغييب تام لأي تواصل أو خطط حقيقية."
لا يؤمن بالديمقراطية
وأضاف بدحي: "في فترة بن غفير، نشهد ارتفاعًا حادًا في نسب الجريمة، بينما غابت الميزانيات والدعم المؤسسي، في ظل غياب أي نية سياسية لمعالجة الظاهرة بجدّية. بن غفير شخص لا يؤمن بالديمقراطية أو المساواة، ولا يمكن أن يكون مسؤولًا عن أمن المواطنين."
وفي ختام حديثه، شدد بدحي على أن رؤساء السلطات المحلية العربية لا يتعاونون مع بن غفير لا مهنيًا ولا سياسيًا، معتبرًا أن زيارته أو ظهوره في بلدات عربية لا يعكس سوى مزيد من التوتير وغياب المسؤولية.
رسالة من أهالي دبورية
رسالة الاحتجاج التي عبّر عنها أهالي دبورية جاءت واضحة: "لا أهلاً ولا سهلاً بشخصيات عنصرية لا تمثل قيم التعايش ولا تحترم دماء الأبرياء. دبورية بلدة أصيلة، ولن تكون منصة لتبييض صورة وزراء متهمين بالتحريض والتقصير."
تأتي هذه التطورات في وقت حساس داخليًا، مع تصاعد الانتقادات لأداء الحكومة في مواجهة الجريمة، وتزايد الأصوات المطالبة بإبعاد الشخصيات المثيرة للجدل عن مناصب حساسة تمسّ حياة المواطنين.
بيان صادر عن رئيس وأعضاء المجلس المحلي دبورية
على خلفية زيارة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لمواطن في دبورية، نؤكد نحن، رئيس وأعضاء المجلس المحلي، أن هذه الزيارة تمت بشكل فردي ودون أي تنسيق مسبق مع المجلس المحلي أو مع أي جهة رسمية في القرية، ولا تعكس موقف المجتمع المحلي بأطيافه كافة.
إننا في المجلس المحلي دبورية، قيادةً وأعضاءً، نعمل وفق إرادة أهل بلدنا وملتزمون بالموقف الجماعي والموحد للجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، والذي عبّر بشكل واضح عن موقفه الرافض لمثل هذه الزيارات، لما تحمله من طابع يؤدي إلى المساس بالنسيج الاجتماعي وبالسلم الأهلي والرأي العام للأهالي ويتضارب مع المبادئ الأساسية لأبناء المجتمع العربي.
نحن، رئيس وأعضاء المجلس المحلي دبورية، نتوجه إلى أهلنا الكرام بنداء مسؤول، وندعو الجميع إلى الالتزام بضبط النفس، والحفاظ على تقاليد بلدنا في الاحترام المتبادل والتكاتف الاجتماعي واحترام الخلفية المبدئية والرأي العام الرائج للأهالي.