وسط الدمار وغياب البنية التحتية، يواجه سكان غزة أزمة مياه خانقة تضيف إلى معاناتهم المتفاقمة، إذ يضطر العديد منهم إلى قطع مسافات طويلة للحصول على كميات قليلة من المياه لأغراض الشرب والنظافة.
أزمة مياه لا تقل خطورة عن المجاعة
بينما يتركز الاهتمام الدولي على تفشي المجاعة في القطاع، تحذر منظمات إغاثة من أزمة مياه لا تقل خطورة، إذ يعتمد السكان على آبار ملوثة أو وحدات تحلية صغيرة لا تفي بالحاجة، بعد توقف الضخ من إسرائيل وانهيار شبكة الصرف الصحي.
ملوحة وتلوث يهددان الصحة العامة
أوضحت منظمات أن المياه الجوفية شديدة الملوحة وتلوثت بفعل مياه الصرف الصحي والمواد الكيميائية المتسربة من الأنقاض، ما أدى إلى تفشي أمراض مثل الإسهال والتهاب الكبد، في حين أن مضخات المياه غالباً ما تتوقف بسبب انعدام الوقود.
مشقة يومية في البحث عن نقطة ماء
معاذ مخيمر، شاب من دير البلح، يقطع يوميًا نحو كيلومتر لجلب المياه لعائلته المكونة من 22 فردًا، فيما تؤكد والدته أن الحرارة والعطش يلاحقان الأطفال طوال الوقت، دون ضمان لتوفر المياه في اليوم التالي.
الأطفال حاملو الجالونات
مديرة السياسات الإنسانية في أوكسفام، بشرى الخالدي، قالت إن متوسط استهلاك الفرد حالياً يتراوح بين 3 و5 لترات يومياً، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى العالمي في حالات الطوارئ البالغ 15 لتراً، فيما أكدت أن استمرار الوضع بهذا الشكل سيؤدي إلى وفيات نتيجة أمراض يمكن الوقاية منها.
مدير عام مصادر المياه في غزة، منذر سالم، أشار إلى أن الأطفال فقدوا طفولتهم وأصبحوا يجوبون المناطق بحثاً عن المياه، وسط اكتظاظ سكاني وانعدام لمرافق الصرف الصحي والنظافة، في ظل انتشار واسع للأمراض.