استقبل مستشفى الصليب الأحمر الميداني في خانيونس جنوبي غزة منذ فجر اليوم (الاثنين)، 20 فلسطينيا ارتقوا وأكثر من 200 مصاب بينهم 50 بحالة حرجة جدا، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
وأوضحت الوزارة أن غارة استهدفت مدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى مواد غذائية، فيما تعرّض المستشفى ذاته لإطلاق نار مباشر من آليات الجيش الإسرائيلي، ما وضع حياة المرضى والطاقم الطبي في خطر جسيم.
وأشارت إلى أن الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت ارتقاء 68 فلسطينيًا وإصابة 182 آخرين نتيجة الغارات والقصف المتواصل، بينهم 38 في محيط مراكز توزيع المساعدات.
مراكز المساعدات تتحول إلى "مصائد موت"
وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قُتل منذ 27 أيار/مايو، ما لا يقل عن 338 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 2,831 خلال محاولاتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء المرتبطة بما يُعرف بـ"الآلية الأميركية-الإسرائيلية"، ووصف المكتب الإعلامي تلك النقاط بأنها "مصائد موت تستدرج الجوعى نحو الاستهداف المباشر"، مؤكداً أن 9 أشخاص ما زالوا مفقودين.
انقطاع الاتصالات: عزل متعمد للقطاع
في سياق متصل، انقطعت خطوط الاتصالات الأرضية والإنترنت صباح (الاثنين) عن مناطق واسعة وسط وجنوب القطاع، للمرة العاشرة منذ بدء الحرب، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي، الذي اعتبر الانقطاع "جريمة متعمدة تهدف إلى عزل غزة عن العالم الخارجي وتغييب الحقائق".
وشدد البيان على أن تكرار هذا الانقطاع "لا يمكن اعتباره خللاً فنياً أو طارئًا"، بل "إجراء ممنهج لحرمان أكثر من 2.4 مليون إنسان من وسائل النجاة والتواصل".
تحذيرات أممية وتحركات دولية خجولة
في جنيف، وجّه مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، داعيًا الحكومات إلى "الاستفاقة لما يجري في غزة" وممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل وحماس لوقف المعاناة.
وأكد أن السلام لا يمكن أن يتحقق دون حل الدولتين، على أن تكون غزة جزءًا من دولة فلسطينية مستقبلية.
ووجه تورك انتقادات لاذعة للعمليات الإسرائيلية، واصفًا أساليبها بأنها "تلحق معاناة غير مبررة وغير قابلة للفهم"، مشيرًا إلى استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول مساعدات الأمم المتحدة منذ آذار/مارس، ودعا إلى فتح تحقيق في حوادث الموت المرتبطة بمراكز توزيع المساعدات التي تشرف عليها مؤسسة "غزة الإنسانية"، بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل.
انهيار الخدمات الحيوية في غزة
أعلنت بلدية النصيرات وسط القطاع عن توقف شامل لكافة خدماتها الحيوية، اعتبارًا من صباح يوم غد الثلاثاء، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومحطات الصرف الصحي وآليات جمع النفايات.
وحذّرت البلديّة من كارثة بيئية وصحية تهدد آلاف السكان، في ظل انعدام أي خطوط إمداد وعدم توفر ممرات إنسانية آمنة.
محاولات لكسر الحصار تُواجَه بالقمع والترحيل
على الصعيد الإقليمي، شهدت الأيام الماضية محاولات قوافل دولية الدخول إلى سيناء بهدف كسر الحصار عن غزة، إلا أن السلطات المصرية منعتها وأوقفت مئات النشطاء قبل ترحيل عدد كبير منهم، في إشارة إلى تشابك الوضع الإنساني مع اعتبارات إقليمية وأمنية.
كما أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الاثنين، أنها رحّلت آخر ثلاثة نشطاء من سفينة "مادلين" التابعة لأسطول الحرية، بينهم فرنسيان وهولندي، عبر معبر اللنبي باتجاه الأردن.
هل هناك تهدئة في الأفق؟
رغم استمرار الحرب، نقلت تقارير اسرائيلية، أمس، عن مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي أن إسرائيل وافقت مبدئيًا على مقترحات لوقف إطلاق نار طويل الأمد مع حركة حماس، وأن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أصدر تعليمات بالتعامل معها بمرونة، في أول تلميح رسمي إلى احتمالية التقدم نحو تهدئة مشروطة.