الهايبرلوب بين الفشل والبعث: حلم السرعات الخيالية يعود إلى الواجهة

مشروع الهايبرلوب الذي انهار في الولايات المتحدة يعود للواجهة عالميًا مع تجارب أوروبية وصينية تحاول إحياء حلم النقل فائق السرعة.

توقّف مشروع Hyperloop One بالكامل في ديسمبر/كانون الأول 2023 بعدما وعد بثورة في عالم النقل، لتنتشر العناوين القائلة إن “الهايبرلوب قد مات”. هذا النظام الذي يقوم على كبسولات تتحرك داخل أنابيب مفرّغة بسرعة تصل إلى 700 ميل في الساعة بدا وكأنه انتهى قبل أن يبدأ. لكن، وبعد عامين تقريبًا، يتضح أن الحلم لم يُدفن بعد.
مشاريع مستمرة رغم الانهيار
وأوضحت بيانات الشركات الأوروبية والصينية العاملة في هذا المجال أن مشاريع الهايبرلوب لم تتوقف عالميًا، رغم انهيار الشركة الأميركية الرائدة. ففي أوروبا، تدعم المفوضية الأوروبية أبحاثًا تسعى لافتتاح أول خط تجاري خلال عقد، فيما تعمل شركات مثل Hardt Hyperloop على تطوير نظام تنقّل قادر على ربط العواصم خلال دقائق بدل ساعات.
حلم قديم بوجه جديد
وتشير خلفية الفكرة إلى جذور تعود للقرن التاسع عشر، حين طوّر المخترع ألفريد بيتش نموذجًا أوليًا لأنبوب يعمل بضغط الهواء تحت شوارع مانهاتن. وفي عام 2013، أعاد إيلون ماسك الفكرة إلى الواجهة بمقترح جمع بين الرفع المغناطيسي والأنفاق منخفضة الضغط بهدف الوصول لسرعات تفوق 700 ميل في الساعة.
أسباب التعثر
وبحسب خبراء النقل الذين نقل الخبر تصريحاتهم، فإن المشروع تعثر لأسباب مالية وتقنية، أبرزها تكاليف البنى التحتية الهائلة، صعوبة دمجه مع شبكات المواصلات الموجودة، وتساؤلات حول الأمان والجدوى الاقتصادية. ويرى البعض أن التخلي عن المشروع من قبل ماسك وريتشارد برانسون كان مؤشرًا على عدم قدرة التكنولوجيا على الصمود ماليًا.
عودة أوروبية وتفاؤل تقني
مع ذلك، ترى شركات مثل Hardt Hyperloop أن الهايبرلوب قد يكون “حلقة الربط المفقودة” لتنقّل قاري فائق السرعة، مشيرة إلى تقدم تقني في أنظمة التحويل بين الأنابيب ومحركات الدفع. كما تسعى مبادرة EU Hyperloop Development Program لإنشاء شبكة تمتد أكثر من 15 ألف ميل، تربط 130 مدينة أوروبية وتقلّص الانبعاثات بنسب ضخمة بحلول 2050.
منافسة من “الماجليف”
وبالتوازي مع هذه الجهود، تُواصل اليابان والصين تطوير قطارات الماجليف التي تعتمد على الرفع المغناطيسي وتصل سرعتها إلى 375 ميلًا في الساعة، مع مشاريع بمليارات الدولارات مثل خط طوكيو–ناغويا الذي يتوقع تشغيله خلال العقد القادم.
مستقبل بلا أجنحة
ورغم الشكوك، يرى خبراء أوروبيون أن الهايبرلوب قد يصبح جزءًا من منظومة النقل المستقبلية إذا اكتملت المشاريع التجريبية خلال السنوات المقبلة. وبينما يبقى الطريق طويلًا ومليئًا بالتحديات، فإن الطموح ما زال قائمًا لجعل السفر بسرعات طائرة، دون الحاجة للطيران، حقيقة يومية.