5 سيناريوهات متوقعة بعد انسحاب ديغل هتوراه من الائتلاف

شلل تشريعي مؤقت أم تحالف استراتيجي مع المعارضة يقوم لإسقاط الحكومة وتغيير حكومة نتنياهو، هذه أبرز السيناريوهات المتوقعة لائتلاف نتنياهو

1 عرض المعرض
رئيس كتلة "يهدوت هتوراه" عضو الكنيست  يتسحاق غولدكنوبف
رئيس كتلة "يهدوت هتوراه" عضو الكنيست  يتسحاق غولدكنوبف
رئيس كتلة "يهدوت هتوراه" عضو الكنيست يتسحاق غولدكنوبف
(Flash90)
في خطوة أثارت زلزالًا سياسيًا داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل، أعلنت حركة "ديغل هتوراه" مساء الإثنين انسحابها رسميًا من الحكومة، احتجاجًا على عدم تقدم تشريع قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية لطلاب المدارس الدينية. هذه الخطوة، التي جاءت بتوجيه مباشر من كبار حاخامات التيار الحريدي اللتواني، تهدد استقرار حكومة نتنياهو في واحدة من أكثر مراحلها حساسية.
رغم أن انسحاب "ديغل هتوراه" وحدها لا يُسقط الحكومة من الناحية العددية، فإن تأثيرها السياسي والمعنوي كبير، خاصة إذا ما اتبعتها باقي مكونات المعسكر الحريدي، مثل "أغودات يسرائيل" و"شاس". وفي ظل هذه التطورات، تبرز عدة سيناريوهات محتملة قد تحدد مستقبل الحكومة والكنيست:

السيناريو الأول: شلل تشريعي دون إسقاط الحكومة

إذا قررت الأحزاب الحريدية المنسحبة البقاء خارج الحكومة لكنها لم تنضم للمعارضة، فقد تواجه الحكومة شللًا تشريعيًا كاملاً. فقدان دعم هذه الكتل في التصويت على القوانين، أو حتى امتناعها عن التصويت، سيجعل تمرير أي تشريع مهم عملية شبه مستحيلة. هذا الوضع يمنح الكتل الحريدية ورقة ضغط قوية على نتنياهو دون الإقدام على خطوة دراماتيكية بإسقاط الحكومة.

السيناريو الثاني: انضمام مؤقت للمعارضة

في هذا السيناريو، قد تتخذ الأحزاب الحريدية موقفًا هجوميًا ضد الحكومة، من خلال التعاون مع المعارضة في بعض القوانين أو التصويت ضد الحكومة في ملفات محددة، دون أن يعني ذلك نيتها إسقاط الحكومة فعليًا. هذا قد يؤدي إلى تجميد عمل الكنيست لعدة أشهر، ويستخدم كوسيلة ضغط لتمرير قانون الإعفاء أو غيره من المطالب الدينية.

السيناريو الثالث: تحالف مع المعارضة لإسقاط الحكومة

إذا تصاعد الغضب داخل المعسكر الحريدي، وقررت "ديغل هتوراه" ومعها "أغودات يسرائيل" و"شاس" الانضمام إلى قوى المعارضة، فقد تتشكل أغلبية لصالح حلّ الكنيست أو إسقاط الحكومة عبر اقتراح حجب ثقة بنّاء. لكن هذا السيناريو يبقى مستبعدًا وفق التقديرات، بسبب خشية الحريديم من أن تُسفر الانتخابات القادمة عن حكومة أقل تعاطفًا مع قضاياهم، لا سيما في ظل تصاعد الغضب الشعبي حيال ملف الإعفاء من التجنيد.

السيناريو الرابع: الانسحاب الرمزي تمهيدًا للعودة

وفقًا لمقربين من الحاخام دوف لانداو، فإن الانسحاب قد يكون خطوة رمزية أو مؤقتة هدفها الضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتقديم صيغة قانون "مقبولة" من قِبل المرجعيات الدينية. وإذا قُدمت مسودة ترضي الحاخامات، فإن "ديغل هتوراه" قد تعود سريعًا إلى صفوف الائتلاف وتوقف التصعيد.

السيناريو الخامس: نتنياهو يربح الوقت حتى عطلة الكنيست

يسعى نتنياهو حاليًا إلى احتواء الأزمة حتى دخول الكنيست في عطلتها الصيفية خلال أسبوعين. العطلة البرلمانية تعني توقف أعمال التشريع والتصويت، ما يمنحه ثلاثة أشهر إضافية لمحاولة بلورة تسوية ترضي شركاءه الحريديم، قبل العودة إلى دورة الشتاء في أكتوبر – التي قد تكون حاسمة لمصير الحكومة.
انسحاب "ديغل هتوراه" لا يعني بالضرورة سقوط حكومة نتنياهو، لكنه يدشّن مرحلة من الجمود السياسي والصراع الداخلي الحاد داخل الائتلاف. ما إذا كانت هذه الأزمة ستُحل بتسوية تحفظ مصالح الحريديم، أم ستتفاقم نحو انهيار الحكومة – يعتمد على قدرة نتنياهو على المناورة، وتوقيت تحرّك باقي الكتل.
الأسابيع القليلة القادمة ستكون حاسمة، وقد تحدد ما إذا كانت الحكومة ستصمد حتى نهاية العام – أم أن إسرائيل في طريقها إلى انتخابات مبكرة جديدة.