سمح بالنشر عن معلومات جديدة تتعلق بالتحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي حول سلسلة الأحداث والإخفاقات في حفل نوفا في 7 أكتوبر، والذي أدى هجوم مقاتلو النخبة من حركة حماس عليه إلى مقتل 378 إسرائيلياً، واختطاف 44 آخرين على يد الفصائل المسلحة في غزة وعلى رأسهم حركة حماس
اقرأو أيضا: تسلسل الأحداث في مجزرة نوفا لحظة بلحظة
وأشار التحقيق أن جنديا كان في الحفل اتصل بقائد فرقته بعد 5 ساعات من الهجوم، وعندما وصلت فرقة من الجيش كان غالبية مقاتلي حركة حماس قد غادروا المنطقة.
كل هذا على الرغم من أنه في المراحل الأولى من المجزرة كان عميد احتياط من مقر فرقة غزة التابعة للجيش، والذي قاتل بأفضل ما استطاع، ولكن وفقاً للتحقيق، واجه صعوبة في فهم أبعاد الحدث. وحتى حوالي الساعة العاشرة صباحاً، لم يكن لدى قوات الجيش أي معلومات حول ما يدور بين الأشجار في أحراش ريعيم.
طيار المروحية الهجومية الذي كان يحلق في الجو في تلك الأثناء، لاحظ الشاحنات في المنطقة، لكنّه لم ينجح بتشخيصها وبالتالي لم يهاجمها، وفي هذا الوقت تراكمت الجثث في مكان الحفل وعلى الطرقات القريبة منه حيث حاول المحتفلون الهرب
التحقيق كشف أن نتائج المجزرة كانت يمكن أن تكون أكثر دموية، بحيث أن هجوم حماس بدأ في الساعة 6:29، وكان قائد محطة أوفاكيم، نيفي أوحانا، موجوداً في حفل نوفا، وأدرك أن هذا كان إطلاق صاروخ غير عادي وأمر جميع الحاضرين في الحفلة بإخلاء المكان على الفور. وبحسب التحقيق، فإن قراره على الأرجح منع مقتل نحو 2000 شخص في الحفلة وإحباط مئات عمليات الاختطاف الإضافية.
ويتناول التحقيق أيضًا قرار الموافقة على إقامة الحفل، حيث أن قرار إقامة الحفل جاء تزامنا مع الإشارات المشبوهة التي تم رصدها في غزة ليلة السابع من أكتوبر. قبل ذلك بثلاثة أو أربعة أيام، رفض قائد اللواء الشمالي في فرقة غزة حاييم كوهين، الموافقة على إقامة حفل بمشاركة 3500 شخص على بعد أربعة كيلومترات من حدود غزة في عطلة نهاية الأسبوع عندما كان عدد الجنود أقل من المعتاد بسبب عطلة الأعياد، ولم تتم الموافقة على الحدث إلا بتدخل القيادة الجنوبية.
ولكن في الساعات التي سبقت الهجوم، عندما نشأت المخاوف في اللواء والفرقة والقيادة وهيئة الأركان العامة من أن شيئاً ما يحدث في قطاع غزة، لم يتطرق كوهين إلى قضية الحفلة، بل ونسي الحفل أيضا في ساعات الصباح عندما كان مقاتلو حماس قد اجتازوا الحدود
أما بالنسبة للجيش الإسرائيلي فقد نسي حفل نوفا، ووصلت قوات الجيش بساعات متأخرة جدا كما حصل في عملية إخلاء كيبوتس نير عوز، وفقا لما ورد في التقرير.
حفل نوفا: يضم آلاف الأعضاء ويقام مرة بالسنة
يقام حفل نوفا كل عام، وفي كل مرة في مكان مختلف، ويجمع عشرات الآلاف من الأعضاء المنتسبين الذين يحملون بطاقة مشاركة دائمة يدخلون من خلالها إلى الحفل، ويتم إبلاغهم عن موقع الحفل قبل أيام قليلة من الافتتاح.
يشير تحقيق الجيش إلى نقطتين إيجابيتين في حفل نوفا، الأول هو الناحية التنظيمية واللوجستية والإجرائية التي ساهمت بالحد من عدد القتلى، والثاني هو أثناء وقوع المجزرة نفسها، بقي رجال الأمن ومنظمو الحفل في مكان الهجوم وبعضهم واجه المسلحون بأيديهم العارية، وبعضهم قُتل أو اختطف إلى غزة.
ومن بين ما يقرب من 3500 من المشاركين في الحفل كان هناك 400 من الموظفين، و31 ضابط شرطة، و75 حارس أمن غير مسلح، وعشرات المسعفين ومساعدي الأطباء، وتم إنقاذ ما يقرب من 80% إلى 90% من الحاضرين، وذلك بفضل قائد شرطة أوفاكيم أوحانا، الذي عندما لاحظ وابلاً كثيفاً من الصواريخ، أمر الجميع بالتفرق بسرعة. لم يكن يعلم بعد أن 1500 عنصر من حماس بدأوا بشن هجوم باتجاه إسرائيل.
وفقًا للتحقيق، "اتخذ قائد مركز أوفاكيم الذي يسكن المنطقة ويعرفها جيدًا، قرارًا יע;ג لولاه لربما قُتل نحو ألفي شخص من حفل نوفا، وخُطف مئات آخرون منه"
من غزة إلى ريعيم بالخطأ بدلا من نتيفوت
غادرت المجموعة المسلحة لحماس مخيم النصيرات الموازي لكيبوتس بئيري وكان من المفترض أن تصل المجموعة إلى نتيفوت، لكن قادتها اخطأوا بوجهتهم، ووصلوا الى ريعيم حيث حفل نوفا، وفي المقابل، دخل المحتفلون الهاربون في دوامة، اذا استمروا شمالا فسيواجهون المسلحين، وإذا فروا جنوبا فمن المحتمل أن يتم اعتراضهم عند تقاطع جاما
وكان القرار المصيري الآخر الذي اتخذته الشرطة في الميدان، والذي أنقذ أرواحاً كثيرة، هو فتح طريق هروب مرتجل في الأحراش باتجاه الشرق، باتجاه موشاف فيتيش. وقد ركض إلى هناك العديد من المحتفلين الذين بقوا في الحفل وتم إنقاذهم.
حفل نوفا "مستوطنة مع نحو 3500 مقيم" دون أي إجراءات أمنية
وجاء في التحقيق أن "سياسة الجيش الإسرائيلي كانت السماح بمثل هذه الحفلات في المناطق القريبة من الحدود من أجل الحفاظ على نسيج الحياة، وإلغائها فقط يكون في حال وجود تهديد أو تحذيرات ملموسة. لم يضغط أحد على قائد اللواء للموافقة على إقامة الحفل كما ولم يهدد أحد باللجوء إلى القضاء. كان قرار الجيش أن الموافقة على إقامة حفل نوفا معقولاً بالنظر إلى الظروف".
حتى الساعات التي سبقت الغزو، لم يأتِ أحد من فرقة غزة ـ ولا حتى العميد كوهين ـ على ذكر وجود حفل نوفا في مناقشات تقييم الوضع الليلي عشية السابع من أكتوبر. وهذا يعني أنه تم إنشاء "مستوطنة" جديدة متوسطة الحجم، تضم نحو 3500 "مقيم"، في غلاف غزة مساء السابع من أكتوبر، من دون أي ترتيبات أمنية، أو وضع ممثل للجيش الإسرائيلي في مقر الشرطة، أو تقديم أي نوع من الحماية الخاصة، أو علم القوات في القطاع بوجودها.
في هذا السياق أيضا:
First published: 19:54, 03.04.25