كشفت شبكة "CNN" عن توترات جديدة بين موسكو وطهران، في ظل تصاعد إنتاج المسيّرات الإيرانية من طراز "شاهد-136" داخل مصنع "ألابوغا" الروسي، دون إشراك إيران في مراحل الإنتاج المتقدمة أو توزيع الأرباح.
إنتاج ضخم وتقليص للدور الإيراني
ووفقًا لتقرير القناة، فإن مصنع ألابوغا، الواقع في جمهورية تتارستان الروسية، بات يُنتج أكثر من 5,500 مسيّرة شهريًا، ضمن خطة تصنيعية واسعة تشمل تصنيع المحركات والرقائق الدقيقة والألياف الكربونية محليًا. وتقول مصادر استخبارية غربية إن روسيا باتت تُنجز نحو 90% من عمليات التصنيع داخل أراضيها، وهو ما أدى إلى "تهميش إيران" التي زوّدت موسكو سابقًا بالطائرات والتكنولوجيا.
وأوضح الرئيس التنفيذي للمجمع الصناعي، تيمور شاجيفاليف، في وثائقي بثّته وزارة الدفاع الروسية، أن المصنع بات مكتفيًا ذاتيًا: "ندخل ألواح الألمنيوم، ونخرج محركات كاملة، وإلكترونيات دقيقة، وهياكل من الألياف الزجاجية".
طهران تشعر بالإقصاء وموسكو تصمت
مصادر غربية قالت إن إيران تشعر بخيبة أمل من محدودية العائد السياسي والتقني من دعمها لروسيا، خاصة بعد صمت موسكو المريب خلال حملة القصف الإسرائيلي على منشآت إيرانية في حزيران. وقال المحلل الإيراني علي أكبر داريني لـCNN: "من الواضح أن الروس يريدون أخذ أكثر مما يقدمون".
كما عبّرت شركات إيرانية عن استيائها من تأخر روسيا في سداد مستحقاتها، مثل شركة "صحراء ثندر"، في ظل العقوبات الغربية على موسكو، وتحدثت تقارير عن صعوبات في الحصول على التكنولوجيا الروسية التي وُعدت بها إيران.
2 عرض المعرض


مسيّرات "شاهد-136" الهجومية المصممة إيرانيًا
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
احتمال دعم عكسي من روسيا إلى إيران
على الرغم من التوتر، رجّح خبراء أن تستفيد إيران لاحقًا من التقنيات الروسية المطورة، بعد أن استهدفت إسرائيل بعض منشآت إنتاج المسيّرات الإيرانية. وأشارت تقارير إلى احتمال أن تعيد موسكو تصدير نسخة محدثة من "شاهد" إلى طهران.
وأكد ديفيد أولبرايت، المفتش الأممي السابق، أن "إيران ربما تحتاج إلى إعادة بناء مخزونها من المسيّرات بعد الضربات الإسرائيلية".
رحلة جوية من موسكو إلى طهران لطائرة شحن عسكرية روسية أثارت تكهنات بشأن شحنة جديدة، قالت وسائل إعلام إيرانية إنها ربما تكون مكونات لنظام الدفاع الجوي "S-400".
توتر تكتيكي أم خلاف استراتيجي؟
رغم التوتر، قال داريني إن العلاقات بين البلدين "تقوم على التعاون والتنافس"، مرجّحًا أن تستمر طهران بالاستفادة من الشراكة، وإنْ بخطوات محسوبة.