أشارت وسائل إعلام عربية إلى أن وفدًا من حركة حماس سيصل خلال اليومين القريبين إلى القاهرة لبحث المقترح المصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي يتضمّن إطلاق سراح ثمانية مختطفين إسرائيليين احياء.
هذا المقترح كان قد رُفض من قبل إسرائيل خلال زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، بحجة انه يتضمن "بنودًا اشكاليّة". وأكد نتنياهو تمسّكه بمقترح مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي ينص على إطلاق سراح 11 مختطفًا كمرحلة أولى، قبل البدء بالتفاوض على إنهاء شامل للحرب في غزة.
لكن الأوضاع شهدت تحوّلًا في اليوم الأخير، بعد أن توالت التصريحات من واشنطن بشأن "تقدّم ملموس" في المحادثات. وقد كشفت وسائل إعلام عبريّة أن عائلات المختطفين تلقّت رسالة من ويتكوف تشير إلى "صفقة جدية جدًا قيد التبلور، والأمر مسألة أيام فقط". تزامن ذلك مع تصريحات للرئيس ترامب قال فيها: “نحن نقترب من استعادة الأسرى”، دون أن يكشف ما إذا كانت الصفقة جزءًا من خطة شاملة لإنهاء الحرب، أم أنها تعيد إحياء خطة المراحل السابقة التي انهارت قبل التقدّم إلى المرحلة الثانية.
في إسرائيل، يلتزم المسؤولون الصمت حيال التقارير، فيما أعربت عائلات المختطفين عن أملها في الدور الأميركي. واكتفت مصادر إسرائيلية بالقول إن "الاحتمالات أصبحت أكبر" لتطبيق المقترح المصري، رغم أنه كان قد قوبل سابقًا بالرفض من جانب إسرائيل.
ضغط أميركي وتباين
بحسب ما نقلته عائلات المختطفين، فإن الإدارة الأميركية لا تكتفي بالنهج التدريجي القائم، بل تدفع باتجاه مبادرة شاملة لحلّ الملف. وتشير تقديرات لمسؤولين إسرائيليين إلى أن ترامب منح نتنياهو فترة زمنية قصيرة، لا تتجاوز أسبوعين إلى ثلاثة، لمواصلة العمليات العسكرية، قبل أن يطالب بوقف الحرب والدخول في مفاوضات حقيقية.
ووفق مصادر أميركية، فإن ملف الحرب في غزة كان حاضرًا بقوة في محادثات نتنياهو–ترامب خلال لقائهما الأخير في واشنطن. ووفقًا لنفس المصادر، فإن واشنطن تمارس ضغوطًا لتحقيق صفقة تكون جزءًا من رؤية أوسع تشمل وقف الحرب في غزة، تمهيدًا لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية. كما تضمّ الخطة المفاوضات مع إيران حول ملفها النووي، في إطار تسوية شاملة لا تُعالج كل قضية بمعزل عن الأخرى.
وقد أعاد نتنياهو طرح المقترح المصري خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغّر، رغم معارضة إسرائيلية سابقة له. وترى جهات سياسية أن المقترح يحمل إشكاليات، أبرزها أن إسرائيل ترفض إنهاء الحرب كجزء من أي صفقة محتملة، في حين تصرّ حماس على أن الإفراج عن المختطفين يجب أن يكون مدخلًا أساسيًا للتفاوض على وقف الحرب.
ورغم عدم حدوث أي تقدّم جوهري حتى الآن، فإن ما تحقق فعلًا هو إعادة ملف المختطفين إلى الطاولة، مدفوعًا بالتصريحات الأميركية. ومع انشغال ويتكوف بمحادثات موازية مع إيران والمسياعي الأميركية في محاولة إنهاء الحرب الروسية–الأوكرانية، يقول مسؤولون أميركيون إن إدارة ترامب تسعى إلى بلورة خطة متكاملة لمعالجة الملفات الإقليمية دفعة واحدة – وهو ما قد يُعطي المفاوضات الجارية دفعة غير متوقعة
First published: 15:29, 11.04.25