"كسروا أنفي": اعتداء عنصري على سائق حافلة في القدس

تصاعد في الاعتداءات العنصرية ضد سائقي الحافلات بنسبة 30 بالمئة ومركز مناهضة العنصرية يطالب بخطة حكومية شاملة 

1 عرض المعرض
اعتداء على سائق باص عربي في القدس
اعتداء على سائق باص عربي في القدس
اعتداء على سائق باص عربي في القدس
(لقطة من فيديو)
في حادثة عنصرية جديدة شهدها سائق حافلة عمومية في القدس خلال عمله الليلة الماضية، أقدم عدد من الشبان اليهود باقتحام الباص الذي كان يقوده عنوة ودخلوا الباص بشكل مخالف للقانون، فيما قام أحدهم بالاعتداء عليه وضربه ما أدى الى كسر أنفه.
منير البطل: كسروا أنفي
هذا الصباح مع شيرين يونس
06:04
منير البطل، وهو السائق الذي تم الاعتداء عليه في القدس، قال في حديثه لراديو الناس، إنه وخلال عمله في ساعات الليلة الماضية، اقتحم عدد من اليهود الباب الخلفي للباص، وتركوا ضررا في الباب، مضيفا أنه وعندما توقف عند الشارة الحمراء نهض وعمل على إصلاح الضرر الذي لحق بالباب الخلفي متجاهلا ركوبهم الباص بهذه الطريقة تجنبا لأي احتكاك.
وتابع "خلال عملي على تصليح الباب قاموا باستفزازي وقلت لهم إنهم ركبوا الباص بالقوة ولكن لا يهم من أريده هو إصلاح الباب لكي نتمكن من مواصلة السير، فقام آخر كان خارج الباص وضربني بلكمة على أنفس ما أدى الى نزيف وكسر فيه".
وفي أعقاب الاعتداء تدخل الركاب الذين أكدوا أن سائق الباص نهض لإصلاح ضرر وأن ما حصل هو اعتداء، وفقا لأقوال السائق وحاولوا مساعدة السائق بعد تعرضه لهذا الاعتداء.
وأكد أن الشرطة لم تكترث كثيرا لدى وصولها الى الحدث، مضيفا أنه "بدلا من الاهتمام بالاعتداء طلبوا مني اقتياد الباص إلى جانب الشارع ومن ثم التوجه للإسعاف". وفي هذا السياق، أكد السائق منير بطل أن الحادث هو عنصري ومن قام بالاعتداء عليه هو مستوطن.

تصاعد في الاعتداءات العنصرية ضد سائقي الحافلات

المحامية سماح درويش: تصاعد في الاعتداءات العنصرية ضد سائقي الحافلات
هذا النهار مع شيرين يونس
04:20
بدورها، كشفت المحامية سماح درويش، مديرة مركز مناهضة العنصرية، خلال مقابلة مع "راديو الناس"، عن تصاعد مقلق في وتيرة الاعتداءات العنصرية التي تستهدف سائقي الحافلات في البلاد، لا سيما من العرب، مشيرة إلى أن الظاهرة ليست جديدة بل تمتد لسنوات، لكنها شهدت تصاعدًا خطيرًا منذ اندلاع الحرب الأخيرة.
وأوضحت درويش أن المركز يتابع هذه القضية منذ عام 2018، وقد تواصل مرارًا مع وزارتي المواصلات والأمن الداخلي لرفع مستوى الوعي بشأن خطورة هذه الهجمات، التي لا تقتصر على الاعتداءات اللفظية والجسدية، بل تشمل أيضًا رشق الحافلات بالحجارة، استخدام الغاز، الاعتداء بزجاجات، وحتى التهديد بأسلحة نارية.

زيادة نسبة الاعتداءت بـ30%

ووفقًا لبيانات منظمة "قوة للعاملين"، التي يتعاون معها المركز، سُجلت زيادة بنسبة 30% في الاعتداءات ضد السائقين خلال العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأكدت درويش في حديثها لراديو الناس أن ما يحدث هو انتهاك خطير للحقوق الدستورية الأساسية، وعلى رأسها الحق في الكرامة، والمساواة، وحرية العمل في بيئة خالية من العنف والعنصرية. وأضافت أن المركز سيشارك يوم الأربعاء المقبل في جلسة خاصة داخل الكنيست، بحضور وزير الأمن القومي، لعرض مطالب واضحة لحماية السائقين وضمان سلامتهم.

مطالب لتعزيز حماية السائقين

ومن أبرز المطالب التي طرحها المركز وفقا للمحامية درويش، وضع خطة عمل مفصلة بالتعاون بين وزارة المواصلات، شركات الحافلات، والشرطة للقضاء على هذه الهجمات، فرض التزام بالإبلاغ عن حوادث العنف داخل الحافلات، تركيب كاميرات مراقبة فعالة داخل جميع الحافلات لتوثيق الاعتداءات، تركيب حواجز تفصل بين السائقين والركاب، مرافقة السائقين المتعرضين للاعتداء إلى مراكز الشرطة وتقديم الدعم لهم لتقديم الشكاوى، التحقيق في هذه الاعتداءات بصفتها جرائم كراهية عنصرية، وفق المادة 144 من قانون العقوبات، وتعديل المادة 382 من قانون العقوبات لاعتبار السائقين موظفين عموميين، مما يتيح فرض عقوبات أشد على المعتدين
واختتمت درويش حديثها بالتأكيد على أن هذه المعركة ضد العنصرية مستمرة، وأن المركز سيواصل جهوده لردع هذه الظاهرة الخطيرة، أملاً في الوصول إلى بيئة أكثر أمانًا وإنصافًا لجميع العاملين.