تداعيات هجوم تدمر: دمشق تنفي صلة المنفذ بالقيادة الأمنية وتفتح تحقيقًا موسعًا

قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية إن قيادة الأمن الداخلي كانت قد وجهت تحذيرات مسبقة للقوات الشريكة في التحالف الدولي 

2 عرض المعرض
صور متداولة لموقع الهجوم في تدمر
صور متداولة لموقع الهجوم في تدمر
صور متداولة لموقع الهجوم في تدمر
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
أعلنت وزارة الداخلية السورية، السبت، أن منفذ الهجوم المسلح الذي استهدف قوات أمن سورية وقوات أميركية قرب مدينة تدمر أثناء تنفيذ جولة ميدانية مشتركة، لا يشغل أي موقع قيادي داخل جهاز الأمن الداخلي، ولا يُعد مرافقًا لأي من قياداته، مؤكدة أن التحقيقات ما تزال جارية لتحديد ما إذا كان على صلة تنظيمية مباشرة بتنظيم داعش أو يحمل فكرًا متطرفًا فقط.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، في اتصال هاتفي مع قناة الإخبارية السورية، إن قيادة الأمن الداخلي كانت قد وجهت تحذيرات مسبقة للقوات الشريكة في التحالف الدولي، استنادًا إلى معلومات أولية أشارت إلى احتمال وقوع خروقات أو هجمات من قبل تنظيم داعش، إلا أن هذه التحذيرات لم تؤخذ بعين الاعتبار، بحسب قوله.
وأوضح البابا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن الهجوم وقع عند مدخل مقر محصن تابع لقيادة الأمن الداخلي، وذلك بعد انتهاء الجولة الميدانية المشتركة بين الجانبين السوري والأميركي.
وأضاف أن التحالف الدولي أعلن عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني، إضافة إلى إصابتين في صفوف قوات الأمن الداخلي السورية، مشيرًا إلى أن القوات السورية تمكنت من تحييد منفذ الهجوم. ونفى البابا صحة ما تداولته بعض التقارير الإعلامية حول كون المنفذ مرافقًا لقيادة الأمن الداخلي، واصفًا تلك المعلومات بأنها غير دقيقة.
تقييمات دورية وأشار المتحدث باسم وزارة الداخلية إلى أن عدد المنتسبين لقيادة الأمن الداخلي في منطقة البادية يتجاوز خمسة آلاف عنصر، ويتم إخضاعهم لتقييمات دورية أسبوعية، تُتخذ على أساسها إجراءات تنظيمية وأمنية. ولفت إلى أن تقييمًا أُجري في العاشر من الشهر الجاري بحق منفذ الهجوم أشار إلى احتمال امتلاكه أفكارًا تكفيرية أو متطرفة، وكان من المقرر اتخاذ قرار بحقه في أول يوم دوام رسمي، إلا أن الهجوم وقع يوم السبت الذي يُعد عطلة إدارية.
وبيّن البابا أن التحقيقات الجارية تشمل فحص البيانات الرقمية الخاصة بالمنفذ، والتحقق من وجود ارتباط تنظيمي مباشر مع تنظيم داعش، إضافة إلى التدقيق في دائرة معارفه وأقربائه. كما أعلن عن التوجه لاعتماد إجراءات بروتوكولية جديدة تتعلق بالأمن والحماية وآليات التحرك، بالتنسيق بين قيادة التحالف الدولي وقيادة الأمن الداخلي في البادية.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت في وقت سابق، أن إطلاق نار نفذه مسلح استهدف دورية مشتركة سورية–أميركية قرب تدمر، ما أسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني.
2 عرض المعرض
 من لقاء ترامب والشرع اليوم في البيت الأبيض الذي انعقد دون مؤتمر صحفي
 من لقاء ترامب والشرع اليوم في البيت الأبيض الذي انعقد دون مؤتمر صحفي
من لقاء ترامب والشرع في البيت الأبيض
(تصوير البيت الأبيض)
ترامب: الشرع عبّر عن غضبه الشديد في أعقاب الهجوم، تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرد، وقال في منشور على منصة تروث سوشيال:“ننعي ببالغ الحزن والأسى فقدان ثلاثة من أبطالنا الأميركيين في سوريا، جنديين ومترجم مدني، ونتمنى الشفاء العاجل للجنود المصابين”، مضيفًا أن “الهجوم نفذه تنظيم داعش ضد الولايات المتحدة وسوريا في منطقة شديدة الخطورة”.
وأكد ترامب أن الرئيس السوري أحمد الشرع عبّر عن “غضبه الشديد واستيائه البالغ” من الهجوم، مشددًا على أن الرد الأميركي سيكون حازمًا.
من جانبه، أدان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الهجوم، واصفًا إياه بـ”الإرهابي”، ومؤكدًا أنه استهدف دورية مشتركة لمكافحة الإرهاب بين سوريا والولايات المتحدة.
وفي موقف لافت، وصف وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث منفذ الهجوم بـ”المتوحش”، محذرًا من أن استهداف الأميركيين في أي مكان بالعالم سيقابل بـ”ملاحقة بلا هوادة”.
تنظيم داعش في سوريا ويُذكر أن تنظيم داعش كان قد سيطر على مدينة تدمر خلال عامي 2015 و2016، ودمّر خلالها معالم أثرية بارزة ونفّذ عمليات إعدام بحق مدنيين وعسكريين، قبل أن يخسر السيطرة عليها لاحقًا إثر عمليات عسكرية للقوات الحكومية بدعم روسي، ثم للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ما أدى إلى انهيار نفوذه الواسع بحلول عام 2019، رغم استمرار نشاط خلاياه في الصحراء السورية.
وكانت دمشق قد انضمت رسميًا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش خلال زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن الشهر الماضي. وتنتشر القوات الأميركية في سوريا أساسًا في مناطق شمال شرق البلاد الخاضعة لسيطرة الأكراد، إضافة إلى قاعدة التنف قرب الحدود الأردنية، حيث تؤكد واشنطن أن وجودها العسكري يتركز على مكافحة داعش ودعم الحلفاء المحليين.